يعرف القطار الرابط بين البليدة باتجاه الجزائر العاصمة تذبذبا في مواعيد الانطلاق و الوصول على مدار اليوم الأمر الذي "يقلق" الزبائن و يدفعهم للتفكير في عدم ركوبه مرة أخرى. فالبرغم من إقرار زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بوجود تحسن في الخدمات المقدمة لهم بالنظر إلى الراحة التي يحصلون عليها من خلال السفر على متن القطارات الكهربائية و التي دخلت الخدمة لتعوض القاطرات القديمة منذ سنوات قليلة إلا أنهم يشتكون من التذبذب الحاصل و المستمر في مواعيد سير رحلة البليدة-الجزائر. وأكثر من يعاني من هذا الوضع هم المشتركون في هذا الخط من العاملين بمختلف الهيئات و المؤسسات العمومية أو الخاصة بالعاصمة و الذين فضلوا القطار على الحافلات و المركبات تفاديا لزحمة الطرقات "ليواجهوا يوميا" واقع تذبذب مواعيد رحلات قطارات الضاحية الغربية. وفي هذا الخصوص قال السيد محمد موظف بإحدى المؤسسات العمومية و الذي اختار القطار منذ أزيد من 10 سنوات كوسيلة نقل للعاصمة انطلاقا من البليدة " أنا أفضل هذه الوسيلة على الحافلة أو السيارة في كل الظروف ، لدي اشتراك شهري ، إلا أن التذبذب في مواعيد الانطلاق هو النقطة السوداء التي أتمنى أن يتم تداركها من قبل الجهة المعنية". من جهته شاطر السيد الطاهر رأي سابقه بالقول " مرت سنوات طويلة و أنا أستعمل القطار للوصول إلى عملي كمحاسب بشركة خاصة بالعاصمة ، لقد أصبح أفضل اليوم ، شروط النظافة متوفرة ، التكييف متوفر أيضا لم نعد مضطرين لتحمل ضجيج صوت المحركات كما كالسابق و حتى و إن تضاعف سعر التذكرة خلال هذه السنوات إلا أن القطار يبقى أفضل من أي وسيلة أخرى للوصول إلى عاصمة البلد". و أضاف "آمل في أن تتحول مسالة التأخر في مواعيد رحلات الجزائر- البليدة إلى مجرد ذكرى لتسجل بذلك العلامة الكاملة لرحلات القطار" و التي قال أنه عاش من خلالها و لسنوات عدة تجارب و مواقف مختلفة لن ينساها بسهولة". وفي هذا الخصوص أوضح أن غالبية المستعملين الدائمين لهذا القطار من العاملين بالعاصمة يعرفون بعضهم البعض فهم يلتقون في مواعيد محددة سواء في صباح أو مساء اليوم و هناك منهم من نسج علاقات صداقة مع غيره فيما يكتفي آخرون بإلقاء التحية بحكم الالتقاء اليومي". و قال " كنا نفزع و لازلنا سويا كمسافرين و نحن نسمع ضرب زجاج المقطورات بالحجارة على مستوى عدد من المحطات كبابا علي أو جسر قسنطينة ، تعودنا كلنا على بعض الوجوه لأشخاص إحترفوا التسول على متن القطار و باعة الجرائد و الماء يرافقوننا منذ سنوات". من جهته قال السيد ياسين بن جاب الله المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في تصريح لواج أن " التأخر الذي تعرفه خطوط رحلات الضاحية الغربية (الجزائر - العفرون) و حتى رحلات الضاحية الشرقية (الجزائر -الرغاية) مرده التخريب الذي يمس مختلف تجهيزات السكك الحديدية و من بينها الإشارات الضوئية التي يفترض أن توجه سائقي القطارات وهو التصرف أي التخريب -- كما قال -- الذي يتكرر في كل مرة و حتى بعد إصلاح تلك الإشارات". و أضاف أن تعطل هذه الأخيرة يضطر السائقين للعمل بطريقة تقليدية ، إذ يتوجب عليهم التخفيف من سرعتهم وهو ما يفسر التأخر في مواعيد الوصول و الانطلاق من المحطات كما هو محدد مسبقا و كما تشير إليه مواعيد الرحلات ، كما أن التخفيف من السرعة و أحيانا التوقف يعد "بديلا عن عمل الإشارات الضوئية التي تم تخريبها و يتم تفاديا لوقوع حوادث اصطدام بين القطارات". يشار أن الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية سجلت خلال شهر يونيو المنصرم 7 أعمال تخريبية لمختلف تجهيزات السكة على مستوى ولاية الجزائر علما أن عدد الأعمال التخريبية إجمالا خلال سنة 2013 كان 13 تعديا ، فيما بلغ عدد حالات الرشق بالحجارة على مستوى ولاية الجزائر أيضا 9 حالات أدت الى اصابة عامل و مسافرين بجروح . و تسهم هذه الحالات ككل في تذبذب حركة سير القطارات التي يكون المواطن أول ضحية لها ، علما انه و في نفس الفترة --حسب نفس المصدر-- أي شهر يونيو الماضي تم تسجيل 5 حالات دهس للقطار لأشخاص كانوا يعبرون خطوط السكك الحديدية بولاية الجزائر توفي على إثرها 3 منهم.