تجري في البرازيل في ال26 اكتوبر الجاري جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية للكشف عن اسم الرئيس الجديد الذي سيقود البلاد بعد أن أفضت الجولة الاولى التي جرت أمس بتحصيل الرئيسة المنقضية ولايتها ديلما روسييف نسبة لم تمكنها من حسم النتيجة لصالحها أمام منافسيها المرشح عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي ايسيو نيفيز. واحتلت رئيسة البرازيل ديلما روسيف المركز الأول في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس لكنها لم تحصل على أصوات تكفي لتفادي خوض جولة إعادة في 26 أكتوبرحيث ستواجه منافسها المؤيد لقطاع الأعمال ايسيو نيفيز الذي حقق نسبة وضعته في المركز الثاني بشكل قوي. اليسارية روسييف ومنافسها الاجتماعي الديمقراطي لدورة ثانية يوم ال26 اكتوبر ووفقا لقانون الانتخابات فإنه يتعين على المرشح لمنصب الرئاسة أو حاكم الولاية إن يجمع أكثر من 50 بالمائة من الأصوات ليفوز بالمنصب وإلا ستعقد جولة إعادة بين المرشحين الأعلى أصوات يوم 26 أكتوبر الجاري. وبعد فرز أكثر من 98 بالمئة من الأصوات حصلت روسييف / 66 عاما/ المنتمية لحزب العمال على 4ر41 من الأصوات وبالتالي لم تفز بنسبة 50 بالمئة اللازمة لحصولها على فترة رئاسية جديدة من الجولة الأولى. وحصل نيفيز /54 عاما/ المنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي على 8ر33 بالمئة من الأصوات وهو ما يزيد على ما أظهرته نتائج استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات. وكشفت النتائج التى أعلنتها المحكمة الانتخابية العليا أن المدافعة عن البيئة مارينا سيلفا التى كانت تعتبر فى السابق الاوفر حظا والتى ترشحت بشكل مفاجى لهذه الانتخابات حلت فى المرتبة الثالثة بحصولها على 29ر21 بالمائة من الاصوات على النقيض من استطلاعات الرأي التي توقعت لها أداء أفضل. ولم تكشف سيلفا عن المرشح الذي ستدعو أنصارها الى التصويت له فى الدورة الثانية. تجدر الإشارة إلى أن القانون البرازيلي ينص على أن التصويت إجبارى لكل مواطن يبلغ عمره مابين 18 إلى 70 عاما. روسييف تظل المرشحة الأوفر حظا للفوز بالرئاسة وعلى الرغم من فشلها في حسم الجولة الأولى من الاقتراع تعهدت روسييف بالعمل حتى النصر حيث استخدمت في خطاباتها التي اعقبت الاعلان عن النتائج الرسمية عبارة "الكفاح يستمر و سيكلل بالنجاح". وقالت رئيسة البرزيل المنتهية ولايتها ان "المعركة مستمرة وسننتصر فيها لأنها معركة الشعب البرازيلي وهي معركة بناة المستقبل الذين لن يسمحوا ابدا بأن أن تعود البرازيل إلى الوراء". وستقضى روسييف الأسابيع الثلاثة المقبلة في التصدي لمنافس ينحى باللائمة في الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ فترة طويلة على "سياسات التدخل التي تنتهجها روسيف". وتقول استطلاعات انه على الرغم من ذلك مازالت روسييف المرشحة الأوفر حظا بشكل طفيف للفوز بالرئاسة بسبب سجل حزبها القوي في تقليص الفقر وتوفير فرص عمل طوال فترة الاثني عشر عاما التي قضاها في السلطة بالإضافة إلى فكرة واسعة الانتشار بأن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الوسطي الذي ينتمي إليه نيفيز يحابي الأغنياء. فى المقابل وجه نيفيس دعوة الى الحزب الاشتراكي الذي دعم ترشح سيلفا ناشده فيها توحيد القوى لهزيمة روسيف فى الدورة الثانية. وقال المرشح الاجتماعى الديموقراطي فى خطاب القاه فى معقله بمدينة بيلو هوريزونتى عاصمة ولاية ميناس "يشرفنى أن أمثل الامل بالتغيير" مضيفا أن " الوقت الان هو لتوحيد قوانا ..ترشيحى لم يعد ترشيح حزب سياسي أو مجموعة من التحالفات بل هو شعور نقي لدى جميع البرازيليين الذين ما زالت لديهم القدرة على أن يغضبوا والاهم على أن يحلموا ". يشار الى انه قبل أسبوع فقط من الانتخابات بدت فرص المرشح الذي يطمح في إعادة حزبه الاجتماعي المحافظ الى السلطة بعد 12 عاما في المعارضة ضئيلة في الحصول على أصوات كافية لخوض جولة إعادة. الوضع الاجتماعي والنهوض بالاقتصاد رهانان يخيمان على ميولات الناخب البرازيلي ويقول المتتعون ان الناخبون في هذه الدولة الناشئة اقتصاديا في أمريكا اللاتينية ينقسمون بين الولاء لمحصلة المكتسبات الاجتماعية التي حققها الرئيس السابق لولا داسيلفا (2003-2010) وخليفته روسييف وأنصار بديل وسطي لإعادة تحريك الاقتصاد المتازم. ويحسب لروسييف وهي أول سيدة تتولي المنصب الأعلى في البرازيل أنها شكلت حكومة متوازنة وعززت قطاعي الأعمال والتصنيع وتبنت سياسات اجتماعية انتشلت الآلاف من الفقر الأمر الذي جعل حكومتها تحصل على تقدير عالي. يذكر أن البرازيل تعد سابع قوة اقتصادية في العالم وحقق اقتصادها في السنوات الماضية نسب نمو مرتفعة. يشار ايضا بالمقابل الى ان البرازيل التي احتضنت مونديال 2014 لكرة القدم شهدت اشهر قبل الحدث وبعده اضرابات مست عدة قطاعات من بينها التعليم والنقل والأبناك في الآونة للتعبير عن "تذمر قسم كبير من البرازيليين من غلاء المعيشة وانهيار قدرتهم الشرائية". وجاءت هذه الإضرابات في أعقاب الاحتجاجات الاجتماعية القوية التي هزت البلد في يونيو 2013 منددة بانتشار الفساد والمبالغ الضخمة المكرسة لكأس العالم لكرة القدم والداعية لتحسين نوعية الخدمات العمومية خاصة في مجالات النقل والتربية والصحة. ويرى المتتبعون انه سيكون أما الحكومة الجديدة تحديات ينبغي رفعها في ظل المؤشرات الاقتصادية السيئة من بينها تراجع وتيرة النمو في السنوات الأخيرة وارتفاع نسبة التضخم الذي تجاوز الحد المسموح به البالغ 5ر6 في المائة الذي حددته الحكومة ودخول البلاد في تراجع في الفصل الأول من السنة. واضافة الى الانتخابات الرئاسية أدلى الناخبون بأصواتهم أمس الاحد لاختيار نوابهم الفدراليين ال513 و1069 نائبا اقليميا اضافة الى 27حاكما وثلث اعضاء مجلس الشيوخ 27 مقعدا فى انتخابات تنافس فيها اكثر من 26 الف مرشح. وقد حشدت السلطات البرازيلية أكثر من 400 ألف عنصر من القوى الأمنية من بينهم 30 ألف عسكري من أسلحة البر والجو والبحرية لضمان الهدوء أثناء الانتخابات الرئاسية والتشريعية . وارسلت قوات إلى 254 مقاطعة في 11 من أصل 27 ولاية فيدرالية في الأمازون خصوصا وريو دي جانيرو حيث أسفرت مواجهات بين مهربي مخدرات وقوات الأمن عن خمسة قتلى في بداية الأسبوع الجاري.