دعت المعارضة فى بوركينا فاسو أنصارها الى الخروج الى الشارع للتظاهر يوم الاحد تعبيرا عن رفض أي دور للجيش فى المرحلة التي تلت تنحي الرئيس بليز كومباوري اثر تولي أحد قادة الحرس الرئاسي قيادة البلاد خلال المرحلة الانتقالية فيما دعا الاتحاد الافريقي و الولاياتالمتحدة الى " انتقال مدني توافقي" للسلطة فى هذا البلد. فقد رفض ائتلاف احزاب المعارضة و منظمات المجتمع المدني فى بوركينا فاسو امس السبت استيلاء الجيش على السلطة فى أعقاب تنحي بليز كومباوري تحت ضغط الشارع ودعا فى بيان صدر عقب اجتماع امس السبت بالعودة الى الشارع اليوم لفرض مخرج دستوري للازمة القائمة و اجبار العسكر على العودة الى الثكنات. وجاء في بيان للأحزاب "إن الانتصار الذي أعقب الانتفاضة الشعبية هو ملك الشعب وبالتالي فان مسألة انتقال السلطة تعود إليه ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تصادر من قبل الجيش". و شدد الائتلاف على أن " هذه المرحلة الانتقالية يجب أن تكون ذات طبيعة ديمقراطية مدنية". و يأتي موقف المعارضة هذا بعد أن أعلنت القادة العليا للجيش البوركينابي فى وقت سابق أمس تأييد الرجل الثاني فى الامن الرئاسي اسحاق زايد الذي انتزع السلطة من الجنرال نابيري تراوري قائد الانقلاب على كومباوري يوم الجمعة الماضي. و الى جانب توليه مقاليد الحكم أعلن اسحاق زيدا تعليق العمل بأحكام دستور عام 1991 و هو الدستور نفسه الذي اشعل فتيل الاحتجاجات منذ الخميس الماضي و ذلك حين قرر كومباوري - المتواجد بكوت ديفوار منذ يوم أمس- تعديل المادة 37 منه قصد تمكنه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة بعدما قضى 27 عاما في السلطة. و يقضي الدستور البوركينابي أنه فى حال شغور منصب الرئيس فان رئيس المجلس الوطني (البرلمان) هو الذي يتولى تسيير شؤون البلاد. دعوات دولية الى انتقال مدني و توافقي للسلطة و أمام هذه التطورات التى يخشى أن تقود بوركينا فاسو الى مرحلة الانزلاق الامني دعا الاتحاد الافريقي و الولاياتالمتحدة الى "نقل السلطة الى مدنيين و بشكل توافقي" فى البلاد. و دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما الاطراف السياسية و المجتمع المدني فى بوركينا فاسو الى العمل معا و الاتفاق على انتقال مدني و شامل للسلطة يؤدي إلى إجراء انتخابات حرة وشفافة ونظامية في أسرع وقت ممكن" مطالبة من مسؤولي القوات المسلحة والأمنية الامتناع عن أية أعمال أو تصريحات يمكن أن تعقد الوضع في بوركينا فاسو بشكل إضافي أو أن تؤثر سلبا على الأمن والاستقرار الإقليمي. كما دعت "الشباب إلى الحفاظ على الهدوء ودعم حل سلمي للازمة". وأضافت إن "انتقالا مدنيا وتوافقيا يلبي ليس فقط التطلعات المشروعة لشعب بوركينا فاسو بالتغيير وتعميق الديموقراطية وإنما يسهل أيضا تعبئة الدعم الدولي اللازم لإفساح المجال أمام مخرج ناجح للازمة". من جانبها أدانت الولاياتالمتحدة محاولة الجيش في بوركينا فاسو فرض سيطرته على السلطة خارج إطار الدستور. و دعت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها - الجيش لنقل السلطة على الفور إلى السلطات المدنية حاثة القيادة المدنية على الاسترشاد بروح الدستور والتحرك فورا نحو انتخابات رئاسية حرة ونزيهة. و فى القاهرة صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أن " مصر تتابع باهتمام شديد تطورات الأوضاع في بوركينافاسو" و تعرب عن الأمل في سرعة استعادة الاستقرار هناك "بما يحقق مصلحة الشعب البوركينابي الشقيق".