أطربت الفرقة السورية الحلبية "شيوخ سلاطين الطرب" الجمهور العاصمي سهرة الاثنين بباقة رائعة من الموشحات والقدود الحلبية والقصائد التي أسرت الحضور وعادت بهم إلى أيام الزمن الجميل. جمهور غفير غصت به قاعة ابن زيدون -تتقدمهم سيدة الطرب الجزائري الفنانة سلوى التي حضيت بتكريم مميز- حضر للاستمتاع بروائع فرقة "شيوخ سلاطين الطرب" التي أعادت عددا من أشهر الموشحات والقدود الحلبية والقصائد المستمدة من التراث السوري والعربي والتي أسرت قلوب الحضور فغنى مع الفرقة وصفق لها كثيرا. "يا مال الشام" و"ابعتلي جواب" و"قدك المياس" هي من الروائع التي حضرت بها الفرقة الحلبية إلى الجزائر وقدمتها لجمهور ذواق ميزه تواجد الشباب الذي أظهر تجاوبا كبيرا معها في زمن صار فيه كل الاهتمام للأغاني التجارية الهابطة. وبالإضافة إلى القدود الحلبية قدم أعضاء الفرقة أيضا عددا من الموشحات على غرار "يامر عجبا" و"يا بهجة الروح" بالإضافة للأغنية الطربية "فوق النخل" والقصيدة الرائعة "قل للمليحة". وتهدف فرقة شيوخ سلاطين الطرب التي تأسست بحلب (شمال سوريا) ويديرها عازف القانون بشير أحمد بيج إلى "إحياء التراث العربي السوري موسيقى ولغة ومضمونا من خلال تقديم الاغاني التراثية في طابع جديد ..." حسبما صرح به أحد أعضائها. وكانت الفرقة البرتغالية "سيلينا دا بييداد كوارتيت" بقيادة المغنية وعازفة الأكورديون سيلينا دا بييداد قد افتتحت السهرة بتقديم مجموعة من الأغاني التراثية في طبع ال"كانت" المعروف بها خصوصا إقليم "ألنتيجو" في الجنوب الأوسط البرتغالي. أنتونيو بخيكا وفيليبا وألكس غاشبر بالإضافة لسيلينادا بييداد قدموا مجموعة من أغانيهم التي شدت للحب والشوق والجمال وشدت انتباه الحضور ك "أندورينهيا" و"سيتوبال" و"بيرا فيردي" و"ماسييلا" والتي ميزها أكثر استعمال بعض الآلات التقليدية كال"أدوف" وال"سيروت موزيكا" وال"كافاكينهو" وكذا ال"فيولا كامبانيسا". وشهد القسم الثالث من الحفل تكريم مميز لعميدة الطرب الجزائري الفنانة القديرة سلوى من خلال فقرة أندلسية متنوعة قدمتها المطربة نرجس رفقة إيمان سهير ونسرين غنيم حيث أدوا باقة من الأغاني التي اشتهرت بها سلوى على مر مسيرتها الفنية الحافلة ك"الحب راه فناني" و"يا الواحد خالق العباد سلطاني". ورفقة الجوق الموسيقي الجهوي للجزائر العاصمة قدمت الفنانات الثلاث برنامجا امتزجت فيه مدرستي العاصمة وتلمسان وتميز خصوصا بانقلاب "زارني المليح وحده" في طبع الموال وانصرافات "بأبي من زارني" و"ما أشكو شاكيا" و"على من تكون هذه الزيارة" بالإضافة لفقرة في رمل ماية وغيرها. وعبرت الفنانة سلوى -ابنة مدينة الورود- على هامش الحفل عن سعادتها بهذا التكريم الذي هو "مهم جدا في حياة أي فنان" داعية في نفس الوقت ل"لإهتمام بالفنانين الشباب ودعمهم وإرشادهم نحو الطرب الاصيل". وأعربت من جهتها سيلينا دا بييداد عن "سعادتها الكبيرة" بالحضور للجزائر لأول مرة وتقديم عدد من الأغاني التقليدية لجمهورها الذواق وهي أغاني معروف بها إقليم +ألنتيجو+ والبرتغال ككل ومستمدة من ألبوميها Em CasaوO Cante das Ervas". وتستمر فعاليات مهرجان الجزائر الدولي ال9 للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة إلى غاية 29 من الشهر الجاري بمشاركة فرق موسيقية من 13 بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا بالإضافة للجزائر.