تميزت زيارة الدولة التي أنهاها الرئيس السينغالي,ماكي سال, اليوم الخميس الى الجزائر بتأكيد البلدين لإرادتهما في بعث علاقاتهما الاقتصادية و تعزيز فرص الاستثمار بينهما. وخلال هذه الزيارة التي دامت أربعة أيام, أجرى الرئيس السينغالي محادثات مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تم التأكيد خلالها على إرادة بعث العلاقات الاقتصادية و التجارية و الاستثمار بين البلدين. وفي هذا الإطار, ذكر الرئيس ماكي سال بأن بلاده "لم تواجه يوما مشاكل أو نزاعات" مع الجزائر, مضيفا بأنه "يكفي إعطاء دفع لهذه العلاقات". وفي هذا الصدد, كشف اللقاء الذي جمع الرئيس السينغالي في أول يوم من زيارته للجزائر مع ممثلي القطاع الاقتصادي الجزائري العام و الخاص عن آفاق في هذا الإتجاه. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى وجود 621 مستثمرا جزائريا ينشط في السينغال,حسب الأرقام الرسمية. وعلى صعيد آخر, تطرق الرئيس ماكي سال رفقة الرئيس بوتفليقة إلى الوضع الإقليمي و الأزمات في إفريقيا, لا سيما الوضع السائد في مالي. وأشار في هذا الصدد إلى أن الرئيس بوتفليقة "يعرف مالي حق المعرفة و تحليله الدقيق للوضع ساهم في كل الأحوال في إعطاء بعد آخر للقراءة التي يجب تقديمها بخصوص هذا النزاع و كذلك الأمر بالنسبة لليبيا". كما ذكر أيضا بأن الرئيس بوتفليقة "الذي طالما ناضل من أجل القومية الإفريقية يعتبر من بين مؤسسي النيباد". وفي الشق الإقتصادي, أكد رئيس السينغال أن الجزائر من خلال هياكلها الحكومية و قطاعاتها الخاصة "لها مكانتها كاملة في الورشات المفتوحة في السينغال" في إطار المشاريع التنموية و الاجتماعية و الاقتصادية المدرجة في مخطط السينغال الناشئ. وسجل في هذا المنحى سعي بلاده بمعية الجزائر إلى تطوير "شراكة مربحة للطرفين", من منطلق كون السينغال إحدى بوابات إفريقيا مع توفره على "مزايا سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي". وكانعكاس لهذه الإرادة في إضفاء ديناميكية جديدة على المبادلات الجزائرية السينغالية, تم التوقيع على اتفاق خاص بإنشاء شركة مختلطة لانتاج المستلزمات الطبية بين المؤسسة الجزائرية للصناعات الطبية-الجراحية و نظيرتها السينغالية (كارفور-ميديكال),و هو المشروع الذي قدرت قيمته ب9 ملايين أورو, سيتكفل الطرفان بتمويله مناصفة. وخلال إقامته بالجزائر, تنقل الرئيس السينغالي إلى وهران أين قدم له عرضا حول أنشطة المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك الذي اعتبره "فخرا للجزائر وللقارة الإفريقية برمتها" قبل أن يزور منشآت مركب تمييع الغاز الطبيعي "جي أن أل3 زاد"الكائن بالمنطقة الصناعية لأرزيو. وفي سياق التعاون الثنائي في مجال الطاقة, أكد رئيس السينغال أن تطوير التعاون الثنائي سيسمح للسينغال بالتزود بغاز البوتان من الجزائر. ومن وهران تنقل الرئيس سال إلى الأغواط, حيث قام بزيارة مقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية بعين ماضي (70 كلم غرب عاصمة الولاية) و كذا القصر القديم و مسقط رأس شيخ الطريقة سيدي أحمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية. وبالمناسبة منح شيخ الطريقة التيجانية الرئيس السينغالي "إجازة الطريقة"وهي رتبة يظفر بها من يكون على قدر من الكفاءة والتميز.