صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الخميس بسطيف بأن الطابع السلمي للمسيرات التي نظمت من طرف الجزائريين في 8 مايو 1945 تثبت بأن فرنسا الاستعمارية كان أمامها شعب يتحلى بالتربية و التحضر. وأكد الوزير خلال إشرافه بسطيف على الاحتفالات الرسمية بالذكرى ال70 لأحداث 8 مايو 1945 بأن المسيرات التي نظمت بكل من سطيف و قالمة و غيرهما قد تم قمعها بكل برودة دم قام بها جزائريون متعطشون للحرية و أرادوا التعبير عنها بطريقة سلمية. وأضاف الوزير الذي قام بالمناسبة بتدشين الصالون الوطني للكتاب برواق المعبودة بأن الشعب الجزائري "المتمسك جدا بتاريخه" يولي اهتماما أكثر بثورته المجيدة و بتاريخ بلاده المتسم بالتضحيات و ذلك كلما أحيى ذكرى الثامن من مايو 1945. وقال الوزير "نخوض اليوم سباقا حقيقيا ضد الساعة من أجل جمع أكبر قد ممكن من الشهادات و الوثائق الأرشيفية حول الثورة من أجل تمكين المؤرخين من كتابة تاريخ بلادنا بكل هدوء و موضوعية." وتم بالمناسبة تكريم عديد المجاهدين و قدماء الكشافة من طرف الوزير وذلك على هامش افتتاح صالون الكتاب الذي تشارك فيه بداية من اليوم إلى غاية 14 مايو الجاري 90 دارا للنشر من بينها 10 أجنبية. قبل ذلك قام السيد زيتوني بوضع و بصفة رمزية أول كمية من الإسمنت المسلح على الأرضية التي ستوضع عليها سكة مشروع ترامواي مدينة سطيف. وسيربط ترامواي سطيف الذي يتكفل بأشغال إنجازه كونسورسيوم فرنسي-تركي بين الأحياء الشرقية لمدينة سطيف و القطب الجامعي الباز بغرب عاصمة الهضاب العليا و ذلك عبر 27 محطة توقف في انتظار توسعته المرتقبة في مرحلة ثانية إلى غاية مطار 8 مايو 1945 بالقرب من عين أرنات. سيتم استلام هذا المشروع الهيكلي الذي تطلب غلافا ماليا بقيمة 38 مليارد.ج و سيضم 39 عربة و 400 مقعد في آجال تعاقدية ستنتهي في أواخر سنة 2017 حسب ما ورد في الشروح التي قدمت بعين المكان. وترأس الوزير كذلك بشرق سطيف حفل تسمية سكنات ترقوية مدعمة موجهة لمدرسين و عمال بجامعة سطيف باسم الشهيد السعيد كداد. وبعد سلم رمزيا مفاتيح الشقق على بعض المستفيدين تفقد السيد زيتوني مشروع بناء 130 سكنا آخر من نفس الصيغة في طور الإنجاز لفائدة مستخدمي بلدية سطيف. ودشن الوزير كذلك مركزا تجاريا كبيرا "الرايس" أنجز من طرف متعامل خاص قبل أن يتوجه في المساء إلى مركز الراحة للمجاهدين بحمام قرقور (50 كلم شمال سطيف). ويضم المركز التجاري الجديد 106 محلات و عديد المكاتب و الفضاءات الخضراء و 4 طوابق و مكن من استحداث حسب المستثمر فيه عبد الرحمان ريشمس 600 منصب عمل. وستتواصل الاحتفالات الرسمية الخاصة بالذكرى السبعين لمجازر 8 مايو 1945 التي استهلت صباح اليوم بإقامة نشاطات ثقافية و رياضية إلى غاية يوم الجمعة حيث ستنظم مسيرة الوفاء و ذلك عبر نفس المسار الذي قطعه جزائريون متعطشون للحرية منذ 70 سنة مضت.