الرابطة الأولى المحترفة/موسم 2015-2016: دفاع تاجنانت.. الصاعد الجديد وهدف البقاء

ارتبط اسم تاجنانت إحدى مدن الهضاب العليا بجنوب ولاية ميلة لسنوات طويلة باحتضانها لسوقها الكبير ذي السمعة الوطنية لكنه أصبح اليوم مقترن أكثر فأكثر بفريقها الكروي الدفاع الرياضي لبلدية تاجنانت و ألوانه الزرقاء.
وقد حقق دفاع تاجنانت في الموسم الكروي الأخير 2014- 2015 أكبر مفاجأة في الدوري الجزائري بصعوده التاريخي للرابطة المحترفة الأولى موبيليس لكرة القدم.
وجاء صعود دفاع تاجنانت ثمرة عمل حثيث انتقل فيه خلال موسمين من القسم الوطني للهواة إلى بطولة الرابطة المحترفة الثانية ثم الأولى مستفيدا من تجنيد وتعبئة كامل مكونات هذه المدينة و كذا إدارة الفريق وطاقم التدريب و أنصار ومسؤولين محليين.
ولم يكن هذا الصعود مفاجأة بتاتا - حسب رأي كل من رئيس الفريق الطاهر قرعيش و المدرب الحارس الدولي السابق ليامين بوغرارة بل كان ذلك نتيجة مجهود متواصل وبتفاني على مدار مواسم طويلة وكذا تتويجا لتاريخ كروي صنعه أسلاف متميزون .
ويمكن اعتبار دفاع بلدية تاجنانت فريقا حديث النشأة مقارنة بباقي فرق البطولة المحترفة الأولى للموسم الحالي 2015-2016 إذ تأسس العام 1971 على يد مجموعة من الرياضيين بقيادة رئيسه الأول الفقيد الطاهر شبيحي بمساعدة كل من بوجمعة مرواني و سعيد برحايل.
وتمت تسمية الفريق الحالية بعد نقاش و حوار بين المعنيين ليخوض الفريق أول لقاء رسمي له آنذاك في منافسة كأس الجمهورية ضد فريق الرواشد (ميلة) بالخروب و الذي انتهى بنتيجة (3-0) لصالح الدفاع.
وفي موسم 1989-1990 حقق دفاع تاجنانت صعوده الأول إلى بطولة ما قبل الشرفي برئاسة محمد بوجلال و المدرب العيد كتفي ليدخل بطولة القسم الشرفي بنفس الطاقم المسير والطاقم الفني في الموسم الموالي .
وبعد فترات مد وجزر خلال التسعينيات ارتقى دفاع تاجنانت سنة 2000 إلى القسم الجهوي الثاني حيث مكث فيه لغاية موسم 2007-2008 حين صعد لبطولة الجهوي الأول برئاسة عنتر أكساس والمدربين حاج عزام الذوادي و العيد كتفي.
وفي موسم 2009-2010 نجا الفريق من مقصلة السقوط في موسم كان الأسوأ في مسيرته إذ ضمن البقاء فيه بعد مجيء طاقم التسيير بالرئيس الحالي الطاهر قرعيش و المدرب بن كتفي.
وجاءت بعد ذلك المرحلة الذهبية للدفاع بدء من 2010- 2011 بصعوده لبطولة ما بين الجهات ثم للقسم الثاني هواة بقيادة المدرب عبد الحق بوقرة و الصعود للمحترف الثاني بقيادة اليامين بوغرارة أمام أندية كبيرة مثل مولودية قسنطينة و جمعية عين مليلة وإتحاد بسكرة .
وتحسبا لموسم 2015-2016 دخل دفاع تاجنانت مرحلة التحضيرات لخوض أول بطولة له في المحترف الأول بكل ثبات وثقة.
وحسب الرئيس الطاهر قرعيش فإن الهدف الأول لهذه التحضيرات التي تمت بملعبي الشهيد لهوى إسماعيل (تاجنانت) و المركب الرياضي لعين الدراهم (تونس) من خلال حصص تدريبية و مباريات ودية كما تميزت باستقدامات كثيرة للاعبين مميزين هو تشكيل فريق متماسك بإمكانه تحقيق البقاء ضمن النخبة.
وقد قامت إدارة الدفاع بمجموع 14 استقداما للاعبين جدد دعموا تشكيلة الفريق على غرار الكاميروني تامبانغ أزونغا القادم من الجارة مولودية العلمة .
وقال المدرب بوغرارة في تصريح صحفي أنه ألح على استقدامه لما يتوفر عليه من مهارات تقنية عالية و الدور الذي سيقدمه في الدفاع و ما لديه من إمكانات كبيرة وقدرته على استرجاع الكرات فضلا عن بنيته الجيدة.
ومن بين اللاعبين المستقدمين الآخرين الحارس خيري باركي و المدافع عمران القادم من إتحاد الجزائر ولاعبي الوسط أمير سعيود و أبراهيما توري من كوت ديفوار وكذا أمقران حكيم من وفاق سطيف .
وقد أجرى الفريق خلال تربصه بتونس بمركب عين الدراهم حيث أقام بفندق الريحان في الفترة ما بين 22 يوليو الأخير و 2 أغسطس الجاري 17 حصة تدريبية بدنية تكتيكية و 450 دقيقة لعب من خلال 5 مقابلات ودية إلى جانب حصص أخرى لتقوية العضلات، حسب المدرب بوغرارة .
وأثنى المدرب بالمناسبة على المجهود العام للتشكيلة التي تضم اليوم 25 لاعبا إضافة إلى لاعبين اثنين من الآمال خلال التربص وقال أنهم يشكلون اليوم "فريق مجموعة" وقد تجاوبوا - كما قال - بصفة حسنة مع الخطط التكتيكية الثلاث التي اعتمدها المدرب خلال أسبوعي التربص .
وقد لعب دفاع تاجنانت خلال تواجده بعين الدراهم 5 مقابلات ودية خرج منها ب4 انتصارات أمام كل من أهلي برج بوعريريج 2- 0 و اتحاد البليدة 1- 0 و اتحاد الشاوية 2- 0 وأمل الأربعاء 2- 1 مقابل تعادل 1- 1 أمام الملعب التونسي .
كما تعادل دفاع تاجنانت السبت الأخير بملعبه أمام شباب قسنطينة بهدف لمثله حيث لعب بالتشكيلة الرسمية الأقرب التي ستلعب أولى مباريات البطولة في 15 أغسطس الجاري بملعب لهوى إسماعيل أمام الصاعد الجديد الآخر سريع غليزان.
--الهدف هو البقاء و لا مجال للغرور--
ويصر كل من المدرب و رئيس الفريق على أنه لا مجال للغرور أو إعطاء المباريات الودية أهمية أكثر من حجمها. فالهدف الذي وضعته أسرة دفاع تاجنانت هو البقاء من خلال الدفاع عن ألوان الفريق ولعب كرة جميلة ونظيفة.
وقال قرعيش في هذا الصدد "سنسير المقابلات خلال البطولة واحدة بواحدة وحالة- بحالة " قبل أن يضيف "لقد شكلنا فريقا حسنا ونطمح لتحقيق نتائج حسنة أيضا."
ودعا المسؤول الأول في إدارة الدفاع الأنصار و رجال الأعمال و المسؤولين إلى دعم الفريق ومساعدته في هذه البطولة التي لن تكون سهلة -كما قال- متعهدا بدعم تشكيل جمعية للأنصار في الأسابيع القادمة .
ومن جانب اللاعبين قال الكاميروني تامبانغ " أسعى لإسعاد الجيش الأزرق في أول موسم لنا في الرابطة الأولى".
فيما عبر المدافع الأيسر سفيان بوطبة عن ارتياحه لمستوى تربص تونس الذي كان "ناجحا" إذ سمح بظهور الانسجام بين العناصر القديمة و الجديدة منوها بالعمل الذي قام به الطاقم الفني في هذا التربص .
ومن جهته، أكد الوافد الجديد ولاعب الأهلى المصري و الصفاقسي التونسي سابقا أمير سعيود بأن الإمكانات المتوفرة في الفريق لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها بباقي الفرق الكبيرة بالبطولة مؤكدا بالمناسبة بأنه وجد فريقا محترفا من حيث التسيير و الإمكانات.
ويشكل التأهيل الأخير لملعب الشهيد لهوى إسماعيل بتاجنانت الذي يتسع ل10 آلاف مقعد لاحتضان مباريات الدفاع خلال الموسم الجديد دعما لانطلاقة الدفاع الذي كان متخوفا من لعب مبارياته خارج قواعده.
ومن المنتظر أن يكون يوم 15 أغسطس الجاري تاريخ مباراة دفاع تاجنانت-سريع غليزان بمثابة عرس جديد بتاجنانت ذات الخمسين ألف نسمة و الواقعة على مسافة متقاربة 60 كلم بين ميلة و قسنطينة وسطيف .
- تشكيلة موسم 2015-2016:
-حراس المرمى: نجم الدين مداسي فارس بلعالم و باركي خيري. -المدافعون: محمد عمران سفيان بوطبة عنتر خديجة علي قيطون عبد الغني خياط أشرف عايب و توفيق غمراني.
-الوسط: تامبانغ أزونغا زكرياء بن حوسين حكيم قوميدي حداد فؤاد عبد الله المؤذن وليد شرماط أمير سعيود إبراهيما توري وليد عبد النوري مليك هادف.
-المهاجمون : لوري نكولو- حليم نزواني يوسف شيبان محمد عمراني- حكيم أمقران إلى جانب لاعب فريق الآمال دواجي بوراس عبد الله و لاعب فريق أقل من 20 سنة محمد درفلو.
المدرب: ليامين بوغرارة رئيس الفريق: الطاهر قرعيش.