تشكل مسألة تطوير نشاط تربية المائيات ضمن برنامج الفلاحة المندمجة الرامي الى ترقية هذه الشعبة بمناطق الجنوب محل اهتمام متزايد من قبل فلاحي منطقة التيدكلت بالمقاطعة الإدارية لعين صالح بولاية تمنراست مما يؤهلها لأن تتحول مستقبلا إلى قطب "حقيقي" في مجال الموارد الصيدية. ولعل ما يؤشر إلى ذلك خوض عديد من الفلاحين بهذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة تجارب أعطت نتائج "مشجعة" في مجال تربية أسماك المياه العذبة من خلال عمليات استزراع بالأحواض المخصصة للسقي الفلاحي و بعض الأحواض الرملية الصغيرة التي أنشئت بعدد من المحيطات الفلاحية بعض أصناف المائيات كما أوضح مسؤولو قطاع الفلاحة بعين صالح . وسمحت هذه التجارب لهؤلاء المزارعين بالتأقلم "بسرعة" مع هذا النشاط الجديد وكان من بينهم الفلاح باتوتي محمد الذي يعد أول من اقتحم تربية المائيات بمزرعته الواقعة بمنطقة المالح. وتمكن هذا الفلاح منذ شروعه في نشاط تربية المائيات منذ فترة وجيزة من إنتاج كميات من الأسماك سيما منها من صنف البلطي النيلي مما شجع الفلاحين المحليين على الإقبال لخوض نفس التجربة وفق ذات المصدر . ومن بين العوامل التي حفزت الفلاحين لادماج هذه الشعبة ضمن نشاطهم الفلاحي أيضا ما تحمله ( الشعبة) من مزايا متعددة ومن بينها إعادة استغلال مياه أحواض الأسماك لأغراض السقي الفلاحي حيث أعطت العملية نتائج جد "إيجابية" لما تتوفر عليه هذه المياه من مواد عضوية تحتاج إليها المزروعات سيما منها الحقلية مثلما أشير إليه. ويتطلع هؤلاء الفلاحين الذين اقتحموا هذه التجارب وعلى الرغم من بعض الصعوبات المطروحة سيما ما تعلق منه بإشكالية توفير غذاء الأسماك إلى تجاوز هذه العقبات و الإستمرار في النشاط بل و حتى تنويع الإنتاج السمكي مستقبلا . ويسعى من جهته المركز الوطني للبحث و التنمية في الصيد البحري و تربية المائيات إلى ضمان المرافقة العلمية للفلاحين في إطار برنامج الفلاحة المندمجة عبر عدد من ولايات الجنوب الكبير على غرار ولايتي أدرار و تمنراست وفقا لما صرح به ل"وأج" مدير المركز على هامش جولة ميدانية لفريق من التقنيين للمنطقة إلى منطقة التيدكلت في إطار بحث سبل تطوير شعبة تربية المائيات بالجنوب. وقام المركز خلال شهر يوليو المنقضي بتوزيع 2.000 وحدة من سمك البلطي النيلي الأحمر على عدد من فلاحي منطقة عين صالح والتي تتوفر على عوامل "نجاح" هذه التجارب لما تتوفر عليها من شروط ملائمة لتربية المائيات يضيف السيد رشيد عنان. و أفاد ذات المتحدث بأن الجنوب الكبير يتوفر على منطقتين جد مهمتين ومؤهلتين لتربية المائيات ويتعلق الأمر بكل من عين صالح و أدرار. وإطلع الفريق التقني الذي يضم عددا من مسؤولي المراكز المختصة في تربية المائيات رفقة مدير الغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بورقلة خلال هذه الزيارة الميدانية على مواقع فلاحية تقع بمناطق عين صالح وفقارة الزوى وتعرنكوكو و إينغر . ومن ضمن هذه المواقع مشروع إستثماري لزراعة الحبوب تابع لأحد الخواص بمنطقة كوينبي حيث كانت المناسبة فرصة لبحث مدى إمكانية دمج نشاط تربية المائيات لما يتوفر عليه من موارد مائية كافية الى جانب تعرف الوفد على بعض الصعوبات التي تعترض الفلاحين المهتمين بهذه الشعبة بالمنطقة.