أمر والي غرداية بتنفيذ مشروع ربط بلدية ضاية بن ضحوة ومنطقة التوزوز السكنية (أعالي سهل ميزاب) بالمجمع الرئيسي لشبكة التطهير في "أقرب الآجال" . ولدى ملاحظته خلال زيارة قام بها إلى بلدية ضاية بن ضحوة انتشار ظاهرتي الحفر التقليدية لتجميع المياه المستعملة و مياه الصرف الصحي التي تهدد صحة السكان والنظام البيئي للمنطقة أمر الوالي عز الدين مشري بإطلاق أشغال إنجاز مجمع الربط لهذه البلدية ومنطقة التوزوز بالمشروع العملاق للتطهير لسهل وادي ميزاب المنجز بتكلفة مالية قدرها 11 مليار دج . وواجهت عملية إنجاز هذا الربط رفضا من قبل المعنيين بنزع الملكية للسعر المقترح للأرض التي سيتم عبرها تمرير هذه الشبكة وذلك طبقا للدراسة التقنية حسبما أوضح مسؤول التطهير بمديرية الموارد المائية والبيئة لولاية غرداية ميسوم بن رتاب. وأمام هذه الوضعية وعد رئيس الهيئة التنفيذية خلال لقاء جمعه بممثلي السكان لبلدية ضاية بن ضحوة باتخاذ إجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة وتسخير القوة العمومية إذا تطلب الأمر ذلك من أجل إنجاز هذا الشطر من الشبكة بطول 9،1 كلم على شكل أروقة للتكفل بالمياه المستعملة ببلدية ضاية بن ضحوة ومنطقة التوزوز التي تحصي 20.000 ساكنا. "سيتم اتخاذ كل التدابير القانونية بالتنسيق مع مجموع الشركاء من أجل تجنب من الآن فصاعدا التأخر في تجسيد هذا المشروع " كما أكد ذات المسؤول قبل أن يضيف بأن عملية نزع الملكية تم التفكير فيها على النحو الذي يضمن احترام وبدقة للإجراءات والقوانين السارية المفعول سيما السهر على حماية كل حقوق المعرضين لنزع الملكية. ويندرج مشروع ربط بلدية ضاية بن ضحوة ومنطقة التوزوز بهذه الشبكة في إطار المشروع العملاق للتطهير لسهل ميزاب والحماية من فيضانات وادي ميزاب (غرداية) والذي كانت قد حددت آجال استكماله بنهاية 2011 . وسجل هذا المشروع العملاق الذي يعتبر أهم مشروع مدمج الذي تقرر بجنوب الوطن بغلاف مالي قيمته تتجاوز 11 مليار دج ضمن برنامج الإنعاش الاقتصادي وكان قد أطلق في 2004 وعرف مرحلة توقفت فيها الأشغال "اضطراريا" عقب التقلبات المناخية التي شهدتها منطقة غرداية مطلع أكتوبر 2008 . وفرض تجسيد هذا المشروع الهام من قبل السلطات العمومية التطور السريع للسكان المتمركزين بالفضاء العمراني لسهل ميزاب بما فيها المجرى العميق للوادي مما تسبب في خطر تلوث الطبقة الطينية لهذا المجرى المائي الحيوي لكل هذا السهل الذي يضم أربع بلديات ( ضاية بن ضحوة وغرداية وبنورة والعطف) . كما دفع تطور النسيج الحضري والنمو الديموغرافي بهذه البلديات بالسلطات العمومية للتكفل بتحويل ومعالجة المياه المستعملة وكذا الحماية من الفيضانات الدورية لوادي ميزاب. ويتضمن هذا المشروع المتكامل المدمج ما بين البلديات عديد الأشغال الكبرى سواء تعلق الأمر بمنبع الوادي أو مصبه من ضمنها ثلاثة حواجز مائية لتجميع مياه السيول على مستوى وادي بوبريك ووادي الأبيض والحيمر والتي تؤدي دور المنظم وخزان المياه الجوفية بأكثر من 46 مليون متر مكعب كما أوضح السيد بن رتاب. وبالموازاة مع ذلك فقد أنجزت أشغال معايرة واحتواء للوادي على مسافة 25 كلم بين ضاية بن ضحوة والعطف مع إنجاز مجمع رئيسي للمياه المستعملة وقطعة من 3 كلم "بيضاوية" (أروقة) حسب ما ذكر ذات المسؤول. واستكمل المشروع بإنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بالتصفية التي تضمن كمية تقدر ب 46.000 متر مكعب يوميا من المياه المعالجة القابلة لإعادة استعمالها لأغراض الفلاحة يضيف ذات المتحدث. ومن أجل تجسيد هذا المشروع فقد تم تجنيد نحو 700 مليون دج من أجل تعويض زهاء 200 من ملاك الأراضي الواقعة على مساره كما أشار إليه المسؤول ذاته.