تراجع إنتاج العسل بولاية أم البواقي من 144,62 قنطارا الموسم 2014 إلى 130,09 قنطارا مع نهاية حملة تقطير العسل للموسم الفلاحي 2015 حسبما علم اليوم الأحد لدى مديرية المصالح الفلاحية. وأرجع المكلف بالإعلام بذات المديرية ذلك إلى الظروف المناخية المتذبذة التي ميزها فصل الربيع الأخير والتي عرفت جفاف قارب الشهر والنصف مما كان له كبير الأثر على تفتح الأزهار بالحقول والبساتين والجبال التي تزين الطبيعة عادة وتشكل مراعى جيدة لأسراب النحل. وقد أدى ذلك إلى تدني المنتوج ب14 قنطارا الذي يبقى دون مستوى الإنتاج المحقق سنة 2009 التي بلغ خلالها 153 قنطارا بجودة عالية بالنظر لغناء مراعى الولاية بالأزهار المختلفة. ويبلغ عدد مربي النحل بالولاية حسب ذات المصدر إلى 269 مربيا بعدما كان 233 مربي العام 2011 وهو ما يفسر الإقبال الحاصل خلال هذا الموسم بالولاية على الرغم من أن غالبية المربين يمارسون أنشطة أخرى رئيسية كالحبوب وتربية المواشي. وللوقوف على نشاط تربية النحل أكد المربى "ش.ع" من بلدية عين الديس التي تشتهر بكثرة مروجها وطبيعتها شبه الجبلية أن نشاط تربية النحل ليس بالأمر الهين ويتطلب معرفة علمية ومهارات وهو ليس بوسع جميع المربين الذين أصبح تكوينهم باستمرار في غاية الأهمية. ودعا ذات المربي إلى ضرورة ضمان دورات تدريبية أو تأهيلية من قبل مختصين لتمكينهم من التحكم بشكل أمثل في المسار التطبيقي للنشاط للعمل على توسيع النشاط وزيادة الإنتاج ليكون ذلك مصدر دخل إضافي للفلاحين والمربين عامة والتغلب على بعض الصعوبات القائمة وضمان تحكم أكثر في هذا النشاط . من جهته أوضح رئيس مصلحة الإنتاج النباتي والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بأنه على الرغم من شساعة مساحة الولاية وقدراتها الطبيعية إلا أن انعدام مربين محترفين أصلا وانعدام مشاتل لتربية النحل على أوسع نطاق جعل من عامل تطويره أمرا محدودا نسبيا رغم التحفيزات الواردة في برامج الضبط والتنمية الفلاحية ودعم الدولة للنشاط. وعلى ذكر مزايا برنامج الضبط والتنمية الفلاحة وما يحتويه من مزايا في تقديم العتاد المطلوب سمح ذلك كما أوضح ذات المصدر رفع عدد الخلايا بالولاية خلال الحملة الأخيرة إلى 6566 خلية منتجة لمادة العسل. وعلى الرغم من تذبذب إنتاج الولاية من موسم فلاحي لأخر وذلك جراء ظروف مناخية على الرغم من أن طبيعة الولاية تعد في غير صالح توسع النشاط لخلوها من الجبال المرتفعة شديدة التضاريس الجبلية كما هو بالأوراس المجاورة جنوبا مثل خنشلة وباتنة فضلا عن انعدام مناطق لتربية النحل وكثرة أشجار الفاكهة التي تمثل أغصانها المليئة بالأزهار في فصل الربيع ووفرة خلايا النحل بالصورة الكافية لكل الفلاحين الراغبين الانضواء في هذا النشاط لأمكن رفع إنتاج الولاية أعلى أكثر من منتوج عام 2009 الذي بلغ 153 قنطار . وعموما أكد عديد الفلاحين ممن شاركوا في عديد التظاهرات الاقتصادية داخل الولاية وخارجها أن النشاط الرئيسي الفلاحي الولاية هو إنتاج الحبوب الشتوية بالدرجة الأولى والعناية بتربية الماشية حيث اتساع الأراضي الرعوية وانبساطها مما يجعل منها أراضي صالحة لتربية الأبقار والأغنام لذلك لم تعط عناية أكثر بنشاط تربية النحل بالشكل المطلوب كما في باقي جهات أخرى من الوطن مما يجعل منه نشاط أكثر من ثانوي رغم مردود يته المالية العالية. وعن أفاق النهوض بتربية النحل بالولاية لتلعب دورها كاملا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية بأرياف الولاية وفلاحيها يؤكد المربون على وجوب إنشاء مشاتل خاصة لهذا النشاط وتكوين النحالة وتوعيتهم بأهمية النشاط من خلال تزويدهم بالمعارف العلمية والتطبيقية للتربية ومدهم بمزيد من الخلايا وصناديق التربية للحفاظ على أفراخها التي تهرب كلما كان التكاثر الطبيعي عاليا مما يحرم الولاية من زيادة إنتاج هذه المادة من العسل.