قام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزيارة دولة إلى الجزائر من 11 إلى 13 أكتوبر توجت ببيان مشترك هذا نصه الكامل: "تدعيما للعلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية السودان, وتلبية لدعوة من أخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, قام فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير, بزيارة دولة الى الجزائر خلال الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر 2015, على رأس وفد وزاري هام. - وخلال إقامته بالجزائر, إطلع فخامته على المكتسبات التي حققها الشعب الجزائري على درب التنمية الشاملة, وفي دعم المسار الديمقراطي, والإصلاحات السياسية التي باشر بها فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, معربا على تقديره وتمنياته في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات. - وفي جو سادته روح الأخوة والإحترام والتفاهم أجرى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخيه فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير محادثات سياسية معمقة تناولت العلاقات الثنائية والتشاور السياسي حول القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. - ولدي تقييمهما لمسيرة العلاقات الأخوية بين الجزائر والسودان, نوه الجانبان بالمستوى المتميز الذي بلغته علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات تحت الرعاية السامية لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخيه فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير, وتجسيدا لتويجهاتهما في المضي قدما في بناء علاقات تقوم على الإحترام المتبادل والمنافع المشتركة وتكريس سنة التشاور السياسي. وفي هذا الصدد, دعيا إلى إلتآم اللجنة المشتركة في جانفي/يناير 2016 بالخرطوم, بما يمكن من ترقية التعاون, ويعزز القدرات المشتركة للبلدين, ويخدم مصالحهما العليا. - كما دعا الجانبان الى ضرورة تشجيع الإستثمار والشراكة في البلدين معربين عن إرادتهما في مواصلة دعم هذا الجانب الهام في التعاون وتوفير كل التسهيلات والتحفيزات التي يتطلبها. - وقد أجرى الجانبان تقييما شاملا لوضعية العلاقات العربية, وأكدا على ضرورة اعتماد أسلوب المصالحة وإزالة الشوائب التي تعترض صفاء هذه العلاقات. - كما أكدا إلتزامهما بمواصلة العمل الجاد من أجل دعم مسيرة العمل العربي المشترك, وحرصهما على تكثيف أوجه التعاون والتشاور والتنسيق على المستوى العربي لمواجهة التحديات الماثلة وتحقيق الأهداف المرجوة في التقدم والرقي في كنف الأمن والإستقرار. - كما أكد الجانبان إيمانهما بالتضامن العربي والإلتزام بتعزيزه بما يصون أمن ويكفل احترام وسلامة كل دولة عربية وحقها في الدفاع عن سيادتها وحرمة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية, وأهمية تجاوز الخلافات العربية من خلال الحوار الجاد والمعمق, وتعزيز دور جامعة الدول العربية بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي تصبو إليها الأمة العربية. - وفي هذا الإطار شدد الجانبان على أهمية إيجاد حل عادل وشامل ودائم للصراع العربي-الإسرائيلي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات السلام ومبادرة السلام العربية, بما يضمن استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وكفر شوبا في جنوبلبنان. - وبخصوص القضية الفلسطينية, فقد أكد الجانبان أهمية مواصلة تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الإحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين والإفراج عن المعتقلين. - كما جدد الجانبان تأكيدهما على أهمية وحدة الصف الفلسطيني, وفي هذا الإطار دعيا الى ضرورة التوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية ودائمة وإلى تكثيف الجهود العربية والدولية لتحقيق ذلك. وبشأن الأزمة الليبية: رحب الجانبان بإعلان مبعوث الأممالمتحدة لليبيا التوصل إلى إتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية, والذي جاء تتويجا للجهود الدولية المبذولة, ومن بينها جهود البلدين في إطار آلية دول جوار ليبيا, وكذا في اللقاءات التي احتضنتها الجزائر للأحزاب السياسية الليبية بحضور المبعوث الأممي, كما أكد الجانبان عزمهما على مرافقة الحكومة الليبية الجديدة ووقوفهما الى جانب الشعب الليبي لتحقيق طموحاته في الحرية والديمقراطية, وبما يحفظ أمن ليبيا وسيادتها واستقرارها. وبشأن الأزمة اليمنية: أكد الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله, وسلامة أراضيه, ورفض التدخل الاجنبي في شؤونه الداخلية, كما أكدا على الحل السياسي للأزمة عبر الحوار والتفاوض طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة, ودعم الحكومة الشرعية. وبشأن الأزمة السورية: أكد الجانبان على أهمية حل الأزمة عبر الحوار السياسي الشامل بين كل الأطراف, بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها, كما أكدا دعمهما للمبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد ستيفان ديميستورا, وجهوده من أجل الوصول إلى أرضية سياسية توافقية. - أبدى الجانب الجزائري دعمه لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس السوداني ولدولته كل الأطراف المعنية الى الإنخراط الجاد في هذه العملية لتحقيق السلام والوفاق الوطني المنشود. كما نوه بالجهود التي مافتئ السودان يبذلها لإنهاء الصراع في إقليم دارفور ومناشدة الحركات المسلحة التي لم توقع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور أن توقع عليها من أجل تحقيق السلام للسودان. - وفي إطار جهودهما الرامية إلى مكافحة الإرهاب. جدد الجانبان إدانتهما للإرهاب بجميع أشكاله وصوره, وعلى تجريم دفع الفدية, وأكدا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتجفيف منابعه والتصدي للجريمة العابرة للحدود وخاصة الإتجار بالمخدرات والتهريب باعتبارهما يشكلان رافدا مهما لتمويل الإرهاب. ودعا الجانبان الى تعظيم الإستفادة من المركز الإفريقي للدرسات والبحوث حول الإرهاب الذي مقره الجزائر. أشاد الجانب السوداني بنتائج الندوة الدولية التي احتضنتها الجزائر يومي 22 -2015/07/23 والمخصصة لمكافحة التطرف العنيف واجتثاثه. - أكد الجانبان على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل, وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وبهذا الخصوص نوه الجانب السوداني بدور الجزائر في رئاسة مؤتمر المراجعة لعام 2015 وما بذلته من جهود لتقريب وجهات النظر للتوافق على الوثيقة الختامية للمؤتمر. - بالنسبة لقضية الصحراء الغربية, أكد الجانبان على أهمية استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو تحت رعاية الأممالمتحدة وفقا للشرعية الدولية, وبما يمكن من إيجاد حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية. وقد عبر فخامة الرئيس عمر حسن البشير عن عميق الشكر والتقدير لحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة والوفادة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال زيارته الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية".