شرع الخبراء المصريون و الروس في إجراء تحقيقات مشتركة ينتظر منها التوصل إلى الأسباب الحقيقية لكارثة الطائرة المدنية الروسية مستبعدين فرضية العمل الإرهابي، في الوقت الذي تعيش فيه روسيا حدادا وطنيا اليوم الأحد ترحما على أرواح الضحايا ال 224 ممن كانوا على المتن. وبدأت اليوم عملية تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة من قبل لجنة تحليل الحوادث المركزية التي تم تشكيلها على مستوى وزارة الطيران المدني المصرية وذلك بمشاركة ممثلين عن لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي وبعض ممثلي هيئة الطيران المدني الروسية. كما سيتم إشراك خبراء من فرنسا و ألمانيا مثلما جرت عليه العادة في كل الحوادث الجوية التي تعني شركة "إيرباص" الأوروبية على إعتبار أن هاتين الدولتين هما عضوان أساسيان في المركب الصناعي المنتج للطائرة المنكوبة "كيه جي إل 9268" المملوكة لشركة (كولافيا) الروسية. وقررت السلطات العامة ممثلة في النيابة العامة حظر وجود أي أشخاص في موقع حطام الطائرة باستثناء فرق التحقيق التي تباشر عملها في عين المكان. ووصلت مساء امس السبت ثلاث طائرات روسية تقل عددا من المسؤولين الروس على رأسهم وزراء النقل والطوارئ والطيران المدني بالإضافة إلى أطقم البحث والتحقيق والإنقاذ وعدد من المعدات اللازمة لعمل الفريق الروسي. في هذه الأثناء، دعا رئيس هيئة الطيران الروسية ألكسندر نيرادكو إلى عدم استباق الأمور و ترقب نتائج فحص الصندوقين الأسودين وهو ما أكد عليه أيضا رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل. وكانت الطائرة المدنية الروسية قد تحطمت صباح أمس السبت بمنطقة جبلية بمنطقة الحسنة جنوبالعريش الواقعة شمال محافظة سيناء المصرية و ذلك بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ متجهة إلى مطار سان بترسبورغ في روسيا. روسيا في حداد و إستمرار البحث عن جثث الضحايا وفي روسيا نكست الأعلام اليوم الأحد على كل المباني الرسمية بالبلاد في حداد وطني أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين أمس السبت حيث طلب من كل محطات التلفزيون إلغاء البرامج الترفيهية. في غضون ذلك تتواصل عملية البحث عن جثث الضحايا ال53 الذين لم يتم العثور عليهم بعد حيث تم لحد إنتشال 171 جثة إستلمتها مصلحة الطب الشرعي المصرية، معظمهم من روسيا(213) و4 من أوكرانيا وراكب واحد من بيلاروسيا. ويعكف أطباء شرعيون روس، بالتنسيق مع نظرائهم من مصلحة الطب الشرعي المصرية، على فحص جثامين الضحايا بالإضافة إلى حصر عدد الأطفال الذين قضوا في الحادث، حيث يسعى الجانب الروسي إلى الإسراع في عملية نقل الجثامين إلى "سان بترسبورغ" الروسية. وتشارك في العملية فرق الإسعاف، المتواجدة بكثافة في موقع النكبة، وعناصر من الجيش المصري، فضلا عن فريق العمل الوزاري الروسي برئاسة وزير الطوارئ فلاديمير بوتشكوف حيث تم إتخاذ قرار بتمشيط منطقة الحادث بالكامل، التي تبلغ مساحتها أكثر من 16 كيلومتر مربع. ومن الممكن أن تقلع أول طائرة تنقل رفات الضحايا من القاهرة في وقت لاحق اليوم، حسب فلاديمير ستيبانوف من وزارة الطوارئ الروسية الذي أكد أن السلطات الروسية أخذت عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا بهدف التعرف عليهم. إستبعاد فرضية العمل الإرهابي و حديث عن تداعيات الحادثة على السياحة المصرية وفي تصريحات أولية حول أسباب الحادث، استبعدت كل من روسيا ومصر فرضية أي عمل إرهابي حيث رجح رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل أن يكون الحادث ناجما عن "مشكلة تقنية" رافضا مزاعم تنظيم "داعش" الإرهابي" المسؤولية عن إسقاط الطائرة. وأكد رئيس الوزراء المصري أنه من غير الممكن إسقاط طائرة وهي في الارتفاع الذي كانت تحلق والبالغ 9450 مترا من سطح الأرض. بدوره، قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف لوكالة أنباء انترفاكس إن "مثل هذه التقارير لا يمكن اعتبارها صحيحة" و اكد أنه لا يوجد أدلة على أن الطائرة جرى استهدافها. ويقول خبراء إن أي طائرة تحلق على هذا الارتفاع ستكون خارج نطاق الصواريخ أرض-جو المحمولة و التي يفترض أن يمتلكها مسلحون في المنطقة. وتأتي هذه التصريحات ردا على مزاعم تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استغل الغموض حول أسباب تحطم الطائرة ليعلن بعد نحو 7 ساعات مسؤوليته عن الكارثة مدعيا أنها جاءت ردا على التدخل الروسي في سوريا. ومن جهتها، قالت متحدثة باسم الشركة إن الطائرة التي دخلت الخدمة منذ 18 عاما كانت "صالحة للطيران بالكامل وبنسبة مئة في المئة"، مضيفة أن خبرة الطيار كانت 12 ألف ساعة من الطيران. وفي رد فعل من طرف شركات الطيران الدولية، قررت شركات "اير فرانس" الفرنسية و"لوفتهانزا" الألمانية و"إميراتس" الإماراتية وقف التحليق فوق سيناء "كتدبير سلامة" وذلك اثر كارثة الطائرة الروسية. وقالت متحدثة باسم "اير فرانس" أنها تنتظر نتائج التحقيقات للحصول على توضيحات حول أسباب سقوط الطائرة الروسية. وحول تداعيات هذا الحادث على السياحة المصرية، قال عضو إتحاد الغرف السياحية في مصر حسام الشاعر أن السياحة في البلاد قد تتأثر وان "البطيء في إتخاذ الإجراءات حول الواقعة سيكون السبب في إعطاء فرصة للآخرين لإفشال السياحة المصرية". وعليه قررت العديد من مؤسسات المجتمع المدني في مصر تدشين حملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي الهدف منها الحفاظ على حركية السياحة في مصر.