اختتمت القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية أعمالها يوم الأربعاء بإصدار"إعلان الرياض" الذي أكد بالإضافة إلى محاربة الإرهاب وتطوير الشراكة الإستراتيجية بين الإقليمين على وجوب تسوية الأزمات في كل من فلسطين وليبيا وسوريا واليمن. وتضمن بيان القمة, التي شارك فيها رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ووفد ضم وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة, دعوة ملحة لاسرائيل من اجل الانسحاب الفوري من جميع الأراضي العربية التي تم احتلالها في 5 يونيو 1967 بما فيها الجولان السوري المحتل وما تبقى من الأراضي اللبنانية. وفي نفس الاطار ادانت القمة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي المتزايد الذي تقوم به الحكومة الاسرائيلية وأكدت أنه "يعيق عملية السلام ويقوض حل الدولتين ويقلل فرص تحقيق السلام الدائم " كما دعت الى الإفراج الفوري وغير المشروط لجميع الأسرى والمعتقلين السياسيين الفلسطينيين والعرب المحتجزين في السجون الاسرائيلية. إعلان الرياض ...قلق من الأعمال الإرهابية واللااستقرار التي تتهدد عدد من الدول فبخصوص الازمة الليبية أكد قادة وزعماء ورؤساء وفود الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية, دعم مؤسسات الحكومة الشرعية الليبية المعترف بها من قبل الأممالمتحدة في جهودها في المجال الأمني والعسكري لمواجهة التنظيمات الارهابية, كما أكدوا مجددا على الالتزام بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الليبية بما يتفق مع مبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأعرب اعلان الرياض عن بالغ قلقه لتمدد أعمال الجماعات الارهابية في الدولة الليبية والتأكيد مجددا على دعم الحوار السياسي القائم تحت رعاية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا. ونوه اعلان الرياض بالجهود المبذولة من قبل دول الجوار العربي لليبيا "الجزائر وتونس والسودان ومصر لتسهيل الحوار الليبي الليبي". وحول الوضع في سوريا أكد اعلان الرياض التزام القادة بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها والالتزام بالتوصل إلي حل سلمي للأزمة ورفضوا اعمال العنف من قبل جميع الأطراف ضد المدنيين العزل وأدانوا انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا. وأكد قادة وزعماء ورؤساء وفود الدول العربية ودول أميركا الجنوبية على الحاجة لإنهاء جميع أعمال العنف ورفض التدخل الخارجي والحاجة إلى الوفاء بمتطلبات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي مع دعوة جميع الأطراف لتجنب عسكرة النزاع وإعادة التأكيد علي أن الحوار الوطني والمصالحة هما مفاتيح الحل السياسي للأزمة السورية. ورحب القادة بجهود ستيفان دي مستورا كمبعوث خاص للأمم المتحدة في سوريا ودعم مهمته لاستئناف المفاوضات التي تهدف إلى الوصول لحل سياسى مأمول للأزمة السورية وفقا لإعلان جنيف1. الى ذلك أعرب "اعلان الرياض" عن قلق بالغ ازاء الاوضاع المتردية في اليمن وما يتعرض له الشعب اليمني من تحديات ومخاطر كبيرة تهدد أمن واستقرار ومستقبل هذا البلد ونسيجه الاجتماعي . وأعاد قادة وزعماء ورؤساء وفود الدول العربية ودول أميركا الجنوبية, التأكيد على التزام الدول العربية ودول امريكا الجنوبية بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة الأراضي اليمنية, بالاضافة الى طموحات الشعب اليمنى للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية والتأكيد على دعمها لشرعية رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي. كما ان الوضع بالعراق و"الاعمال الارهابية" التي تعصف به كانت محل ادانة شديدة في اعلان الرياض. وجاء في هذا الاخير ان المشاركين يدينون " جميع الاعمال الارهابية التي تستهدف العراق والتي يقترفها تنظيم "داعش" الإرهابي والمنظمات الارهابيه الأخرى وتورطها في عمليات القتل والتهجير القسري لمكونات الشعب العراقي واستهدافهم علي أساس ديني أو عرقي وتدمير الآثار والأضرحة والكنائس والمساجد وأماكن العبادة الأخرى والمواقع الاثرية ومواقع التراث الثقافي بما في ذلك تدمير متحف الموصل والآثار فى موقع الحضر التاريخي. من جانب آخر شدد بيان الرياض على ضرورة المساواة في حق جميع الشعوب في العيش في عالم خال من أية اسلحة نووية. وفي هذا السياق تمت المطالبة بالإزالة التامة دون رجعة لجميع الترسانات النووية الموجودة وضرورة تبني المجتمع الدولي نهج أكثر فاعلية لتنفيذ المادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية حتى تستعيد المعاهدة مصداقيتها. كما أكد إعلان الرياض على أن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هو حق لا يمكن مصادرته للدول الموقعة على اتفاقية منع الانتشار, لافتا إلى أن تطبيق هذا الحق بطريقة تمييزية أو انتقائية سوف يؤثر على مصداقية المعاهدة. القمة العربية الامريكية -الجنوبية ...دعوات لتطوير شراكة إستراتيجية بين الاقليمين ورحب إعلان الرياض بالحوار المكثف والتعاون متعدد الأطراف بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية داعيا إلى بذل جهود جديدة ومنهجية لتطوير شراكة استراتيجية بين الإقليمين والاتفاق على إتباع وتعزيز ومتابعة خطة العمل لتسهيل تنسيق الرؤى الإقليمية تجاه القضايا الدولية. وجدد الجانبان التزامها بالاستمرار في تعزيز التعاون العربي - الأمريكي الجنوبي لتعظيم الاستفادة من دورية انعقاد قمم الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية كل ثلاث سنوات والعمل على الادماج الاجتماعي وتعزيز التضامن والتعاون الدوليين من أجل تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتقوية المؤسسات الحكومية في دولهم وتحسين نوعية حياة سكانها واحترام تنوع الشعوب. وشارك في هذه القمة التي استضافتها السعودية قادة ورؤساء وفود 34 دولة إضافة إلى ممثلي منظمات اقليمية ودولية.