تكللت قمة قادة دول مجلس التعاون الخليج بجملة من التقارير حول ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات في العديد من أجزائها إضافة إلى بحث قضايا الأمن والسلم الدوليين. وقد تم استعراض خلال القمة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية وتطوراتها في ضوء نتائج "عاصفة الحزم" والتأكيد على تعزيز الشرعية واستئناف العملية السياسية وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن. كما نالت الجهود المبذولة لدعم التنمية في اليمن إلى جانب التطرق إلى الأوضاع التي ترسم ملامح منطقة الشرق الأوسط سيما الملف النووي الإيراني والأزمة السورية وكذا القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق الحيز الأكبر في هذه القمة الخليجية الاستثنائية. 17 مايو موعدا للمفاوضات بين اليمنيين ومن جملة القرارات التي تمخضت عن القمة تلك المتعلقة بالوضع في اليمن حيث تم الإعلان عن بدء مفاوضات سلام بين الأطراف اليمنية في 17 مايو في العاصمة السعودية مع التأكيد على حق دول المنطقة باحترام استقلالها ووحدة أراضيها وسلامة حدودها وسيادتها الوطنية بمنأى عن التدخلات الخارجية. غير ان القمة لم تدعو لوقف غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالرغم من تردي الأوضاع الإنسانية الخطير في البلاد. وفي ختام الاجتماع الذي حضره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند، كضيف شرف، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى بدء مفاوضات سلام بين الأطراف اليمنية في 17 من الشهر الجاري بالعاصمة السعودية. إذ تعد هذه اول مرة يتم خلالها تحديد موعد لاجراء حوار بين اليمنيين. وهو الأمر الذي أكده وزير الشؤون الخارجية القطري خالد العطية خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء عقب اختتام القمة التشاورية ال 15 لمجلس دول التعاون الخليجي حيث قال أن "الرئيس اليمني دعا إلى بدء الحوار في الرياض يوم 17 ماي الجاري". كما جدد دول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا في بيان مشترك لهما دعمهم لجهود الحكومة الشرعية لليمن من أجل تحقيق عملية سياسية شاملة لاستتباب السلام بالتشاور مع مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وأصدقاء اليمن. وفي هذا السياق أكدوا دعمهم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن في جهود الوساطة بين الأطراف اليمنية الرامية إلى إعداد عملية الانتقال السياسي السلمي تماشيا مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليات تنفيذها ومع نتائج الحوار الوطني اليمني. كما إستعرض القادة الخليجيون مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية وتطوراتها وأشادوا بمقاصد وأهداف عملية "عاصفة الحزم" وما تحقق من نتائج مهمة وببدء عملية "إعادة الأمل" استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بهدف تعزيز الشرعية وإستئناف العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة . دعوة لايران لاتخاذ اجراءات شجاعة فيما يخص ملفها النووي حظي الملف النووي الايراني من جانبه بإهتمام كبير من قادة دول المجلس التعاون الخليجي بالنظر الى العلاقات المضطربة مع الجمهورية الاسلامية حيث أكدوا حرصهم على تأسيس علاقة طبيعية مع إيران على أسس حسن الجوار واحترام سيادة الدول مع دعوة طهران الى اتخاذ قرارات شجاعة فيما يخص الملف النووي . وأوضح في هذا الشأن وزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي خالد العطية في مؤتمر صحفي أن القمة التشاورية ناقشت الإتفاق النووي مع ايران وأكدت على الموقف الخليجي الداعي لضمان سلمية البرنامج النووي الايراني مع ضرورة اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل. و أكد القادة على الموقف الخليجي الداعي إلى أهمية التوصل إلى اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني مع ضمان حق دول المنطقة في الاستغلال السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها وأهمية عدم استثناء أى دولة فى المنطقة لهذه الإجراءات والمعايير . المسائل ذات الصلة بسوريا و فلسطين و العراق في جدول الاعمال خصص إجتماع قادة دول المجلس الخليجي حزا في لقائهم الأخير لبحث التطورات في كل من سوريا والاراضي الفلسطينيةالمحتلةوالعراق. وحول تطورات الأزمة السورية التي تزداد تفاقما رحبت دول المجلس بعقد مؤتمر للمعارضة السورية يقام في الرياض ل"رسم ملامح المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد". وأشار المجتمعون إلى أن قادة دول مجلس التعاون دعوا المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي يكفلها القانون الدولي لإنهاء هذه الأزمة مع التأكيد على "الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة". وعن القضية المحورية في العالمم العربي أعاد القادة التأكيد على أن القضية الفلسطينية تعتبر "قضية مصيرية وجوهرية" للأمتين العربية والإسلامية ولن يتم التنازل عنها أو الاعتراف بالاحتلال والممارسات التهويدية لإسرائيل بحق القدس والأراضي المحتلة. أما على الساحة العراقية فقد تباحث قادة بلدان الخليج الأوضاع ومستجداتها في ظل ما يشهده العراق من ترد في أوضاعه الأمنية وتهديد لسلامته ووحدته ودعم جهود انتشال العراق من أزمته وتحقيق أمنه واستقراره ونمائه في ظل استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه بمنأى عن أي تدخل خارجي ودعم المصالحة الوطنية . وحول اللقاء المرتقب خلال مايو الجاري بكامب دافيد بين دول المجلس والرئيس الامريكي باراك اوباما أوضح القادة الخليجيون أن اللقاء التشاوري جاء لمناقشة قضايا تحقق مصلحة الطرفين والامن والاستقرار في المنطقة بكل وضوح وشفافية ومنها الازمة السورية والاتفاق النووي الايراني اضافة إلى القضية الفلسطينية وغيرها.