أكدت قمة البلدان العربية و بلدان أمريكا الجنوبية في ختام أشغالها مساء أمس بالدوحة على ضرورة تحقيق سلام شامل و عادل و دائم في منطقة الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وفقا للقرارات ذات الصلة التي أصدرها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أكد "إعلان الدوحة" على الحاجة إلى تجسيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني و "إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 " و على "إنسحاب اسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة حتى حدود 1967 بما في ذلك الجولان السوري المحتل و ما تبقى من الأراضي اللبنانية". و شجب الإعلان العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة و التي نتج عنها آلاف الضحايا المدنيين الفلسطينيين و تدمير البنية التحتية و كذلك المؤسسات الخاصة والعامة و دعا إلى إعادة الفتح الفوري لكافة المعابر بين غزة و إسرائيل و رفع الحصار كي يتسنى إدخال المواد و الخدمات الأساسية. و في الشأن العراقي أكد قادة الدول العربية و دول أمريكا الجنوبية على احترام وحدة وسيادة و العراق و استقلاله و عدم التدخل في شؤونه الداخلية و احترام إرادة الشعب العراقي في تقرير مستقبله بحرية. بخصوص سوريا أعرب الإعلان عن "القلق الشديد" بسبب العقوبات المفروضة من طرف واحد على هذا البلد العربي من الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤكدا أن "التفاعل و ليس العزلة هي الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز الحوار و التفاهم بين الدول". من جهة أخرى دعا إعلان الدوحةإيران إلى الرد الايجابي على مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الامارتية الثلاث (طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى) و ذلك عبر الحوار و المفاوضات بما يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة و مبادئ القانون الدولي. و فيما يتعلق بالسودان رحب قادة الدول العربية و دول أمريكا الجنوبية بمبادرة الجامعة العربية و الإتحاد الإفريقي لحل أزمة دارفور و دعوا كافة الفصائل السودانية للتجاوب الايجابي مع المبادرة لضمان نجاحها. و في الشأن الصومالي أكد الإعلان على وحدة الصومال و سيادته و وحدة أراضيه و استقراره و على تجديد الدعم لعملية المصالحة الوطنية مرحبا بانتخاب شيخ شريف أحمد رئيسا لجمهورية الصومال و داعيا المجتمع الدولي لمساندته في جهوده لتحقيق المصالحة الوطنية. قمة البلدان العربية-أمريكا الجنوبية تؤكد على سلام ... و من جهة أخرى أدان الإعلان الإرهاب بكافة أشكاله و مظاهره ورفض ربطه بشعب أو دين أو عرق أو ثقافة معينة مشددا على ضرورة التصدي له و ذلك من خلال تعاون دولي نشط و كفء ضمن الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية. وفي الشأن الاقتصادي اعتبر المشاركون في القمة أنه من المناسب الإشارة إلى أن إيجاد نشاط تجاري بارز بين الإقليمين فيما يتعلق بالسلع الزراعية و الصناعية و التعاون التقني المتزايد من شأنه أن يتيح استخدام أساليب جديدة لإضافة قيمة للمنتجات المتبادلة بين كلا الإقليمين. و بخصوص الأزمة المالية الدولية شدد الإعلان على أهمية عقد مؤتمر دولي في أقرب فرصة في إطار الأممالمتحدة لمناقشة هذه الأزمة و حلولها وفقا لما تم الاتفاق عليه في قمة الدوحة حول التمويل من أجل التنمية و في الجمعية العامة للأمم المتحدة. أما في المجال الثقافي فسجل قادة الدول العربية و دول أمريكا الجنوبية بارتياح الخطوات التي اتخذت منذ "إعلان برازيليا" فيما يتعلق بالتعاون الثقافي مؤكدين في هذا الصدد على "أهمية" الاجتماع الأول لوزراء الثقافة العرب و لدول أمريكا الجنوبية المنعقد بالجزائر في 2006 و كذا "تطور إنشاء المكتبة العربية-الأمريكية الجنوبية" في الجزائر معربين عن ارتياحهم "للرعاية الكبيرة" التي وفرتها الجزائر لهذا المشروع.