يعتبر المحللون في واشنطن أن رئيس الولاياتالمتحدة باراك اوباما أصبح اقل نفوذا حاليا و سيصعب عليه تنفيذ التزاماته المناخية. و كشفت إدارة اوباما مؤخرا هدفها في الحد من انبعاثاتها الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 26 بالمائة في حدود سنة 2025 و قد تزامن هذا الإعلان مع إعلان الصين اكبر ملوث في العالم الذي وعد بتسقيف انبعاثاته لثاني أوكسيد الكربون في حدود سنة 2030 قبل تقليصها تدريجيا بعد هذا التاريخ. و لكن حاول الجمهوريون إيقاف جهود أوباما من خلال زرع الشكوك بشان وعوده حيث حذر ميتش ماك كونل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ البلدان الأخرى من احتمال رفض اتفاق يبرم مع إدارة أوباما. و صرح ماك كونل في صحيفة واشنطن بوست أن "الكونغرس و أكثر من نصف الولايات قالت بوضوح انه (أوباما) لن يتحدث أبدا من الآن فصاعدا باسمنا" معتبرين انه أمر "لا مسؤول" أن يبرم رئيس تنتهي عهدته بعد أشهر اتفاق هام مثل هذا باسم الشعب الأمريكي. و حسب الصحافة الأمريكية نقلا عن المحللين يريد الرئيس الأمريكي أن يختتم عهدته التي تنتهي سنة 2017 بعمل تاريخي لصالح البيئة من خلال محاولة إقامة إطار مفاوضات حول المناخ على المدى البعيد. و قد تصاعد الرفض الذي قابلته التزامات اوباما خلال الأيام الأخيرة إلى حد جعل الصناعيين الأمريكيين يتحدون الإدارة الأمريكية بشأن قدرتها على تمرير إجراءات كهذه. و في هذا الصدد أكد رؤساء صناعة الفحم بالولاياتالمتحدة الذين قد يتم القضاء عليه من خلال مخطط الطاقة النظيفة المقررة في الأجندة البيئية للرئيس الأمريكي أن التصريحات التي سيدلي بها أوباما بباريس "لن تكون لها أي معنى". و قد صرح الرئيس المدير العام لموراي انرجي كورب -أكبر شركة فحم أمريكية- خلال الأسبوع الماضي أن "المدمر أوباما لا يستطيع أن يلزم الولاياتالمتحدة في أي شيء بباريس" مشيرا أن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ستوقف تنفيذ خطته. ستكون مهمة أوباما صعبة لان كل الجمهوريين و بعض الديمقراطيين يعتبرون أن قرار الحد من انبعاثات الأسر الأمريكية سيلحق أضرار كبيرة بالاقتصاد حيث سيتم تقليص عدد محطات الفهم و إلغاء عدد هام من مناصب الشغل في الولايات المنتجة للطاقة. و سيحاول المعارضون تجريد مخطط أوباما الطاقوي من محتواه بفضل مناورة تشريعية منقطعة النظير حيث يرتقب تصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي في نفس الوقت الذي تجري فيه أشغال قمة كوب 21 بباريس. و يعمل الجمهوريون على إيقاف الشطر الأول من مساعدة بثلاثة ملايير دولار وعد بها أوباما صندوق الأممالمتحدة لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف مع التغيرات المناخية. و تجدر الإشارة إلى أن نواب الكونغرس الجمهوري طالبوا دوما إشراك الصين و الهند للجهد الرامي إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المتضمن بروتوكول طوكيو (1990) الذي لم يشمل البلدان النامية. و سيكون اتفاق باريس أول اتفاق يفرض على جميع البلدان الالتزام بأهداف الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.