كانت مسالة التعاون والتبادل الإعلامي العربي الصيني محور الندوة التي نظمت يوم الاثنين بالقاهرة بمشاركة نحو40 مسؤولا من الصحف الرئيسية والمحطات التلفزيونية والإذاعية والوسائط الإعلامية العربية و الصينية . وتبادل الجانبان خلال النقاش وجهات النظر حول وسائل وأشكال التعاون بين الطرفين قصد "خلق بيئة ايجابية" للرأي العام وتحقيق تنمية مشتركة ذات المنفعة المتبادلة . وتأتي هذه الندوة الذي نظمت تحت عنوان "فتح عصر جديد من التعاون والنفع المشترك بين الإعلام العربي والصيني المثمر" قبل يومين من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الشرق الأوسط يبدؤها من مصر ثم السعودية وإيران وذلك بعد ستين عاما من العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية كما قال الوزير الصيني السيد جيانغ جيان قووه رئيس المكتب الإعلامي بمجلس الدولة ". وتطرق المسؤول الصيني في مداخلته إلى "عراقة تاريخ التبادلات بين الدول العربية والصين" حيث ربط طريق الحرير الشهير بشقيه البري والبحري منذ أكثر من 2000 سنة الشرق بالغرب كما ربط المحيطين أيضا و"كأنهما -كما قال- شرياني الحياة احدهما ثقافي والأخر اقتصادي يربطان الصين بالعالم العربي" . واعتبر أن الإعلام العربي-الصيني هو "القوة الدافعة للتغيير والمسجل لإحداث العصر" مقترحا بهذا الشأن تعميق البحث في مسالة التشارك في بث صوت السلام والتنمية المشتركة ورسم رؤية مفعمة بالأمل للتعاون المربح للجانبين و وضع أسس قوية واضحة للرأي العام والعلاقات التقليدية بين البلدين. وفي هذا الصدد تساءل المشاركون عن المغزى من هذه الندوة وما هوا المطلوب من الاعلامين العربي والصيني لتعزيز هذا التعاون الذي يبقى على مستوى الخطاب حيث اقترح ممثل وكالة الإنباء الجزائرية (وأج) بهذا الشأن أن تصاحب هذا التعاون الإعلامي "خطة تنفيذ واضحة والية معينة حتى يظهر جليا في محتوى وسائل الإعلام" و أيضا "من تكسير احتكار الإعلام الغربي للمعلومة والصورة التي يريد تسويقها عن المجتمعين الصيني والعربي ." وقال ان أهمية موضوع هذا التعاون الذي من شانه التأسيس لبناء علاقات عربية صينية قوية وترسيخ القاعدة الاجتماعية للعلاقات الودية بين الجانبين "يستوجب علينا تحديد المواضيع التي يجب مناقشتها ودراسة النقائص التي تشوب هذا التعاون حتى يتمكن الإعلام من التعريف بالمجتمعين ونقل انشغالاتهما وتجاربهما التنموية والمساهمة في نشر مفاهيم السلم والأمن في العالم". وذكر ممثل وأج أيضا بمختلف أشكال التعاون بين وكالة الإنباء الجزائرية ووكالة الإنباء الصينية "شينخوا" وتبادل زيارة الوفود الإعلامية للبلدين. واقترح المشاركون في نفس السياق إجراء البحوث والدراسات من الجانبين لتعزيز التعاون سواء في مجال النشر والتكوين وغيرها حتى يتمكن الاعلاميون الحديث بصوت واحد خاصة في المسائل الدولية الهامة ك"التصدي للإرهاب ومحاربته في جميع أشكاله وأيضا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية العادلة". وقال رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية محمد عبد الهادي علام أن"التعاون يجب أن يقوم على القيم الإنسانية والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام خصوصيات كل مجتمع ." وابرز المشاركون في الندوة أيضا ضرورة تعزيز تبادل المعلومات رغم اختلاف الثقافات بين الصين والعالم العربي وعائق اللغة لخلق مناخ دولي متناغم ونقل المعلومة بصدق ونزاهة بعيدا عن تأثير الإعلام الغربي كما قال نائب رئيس تحرير جريدة "غلوبال تايمز" الصينية السيد شاو تشيانغ . وقال أن المعلومة ما تزال تشوبها ظاهرة التحريف من قبل وسائل الإعلام الغربية مما يعيق عملية التواصل بين الشعوب ومحاولة إخفاق النجاحات التنموية في الصين والدول العربية. وفي سياق الحديث عن "التحريف" الذي تقوم به وسائل الإعلام الغربية ذكر رئيس تحرير وكالة الإنباء الأردنية السيد فيصل شبول أن صورة العرب لم تكن بهذا السوء قبل سنوات حيث أصبحت أخبار الإرهاب في الدول العربية والفقر والكراهية تتصدر الصفحات الأولى في أوروبا وأمريكا في الوقت الذي تراجعت فيه كما أضاف أخبار اكبر قضية عادلة في العالم وهي القضية الفلسطينية.