تم الإحتفال بالسنة البربرية الجديدة يناير هذا العام عبر 28 ألف مؤسسة مدرسية للبلاد مما يشكل إحياء "غير مسبوق" في المنظومة التربوية والمتزامن مع الإجراء الجديد المتعلق بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية حسبما قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط يوم السبت بوهران. وخلال افتتاح يوم دراسي حول "كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير" اعتبرت السيدة بن غبريط بأنه "من خلال بعده وثراء يناير في تعابيره الثقافية المتنوعة وتظاهراته الاحتفالية الأصيلة يعد حدث يعتين اغتنامه على عدة أصعدة ولا سيما في بعده التربوي الأكثر تصورا والذي يكمن في جمع وثيق بين ذكاء عادة إجتماعية وثقافية محلية محضة والجوانب ذات الصلة بالتثمين والاستثمار في إطار التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد". وأضافت الوزيرة بأن المنظومة التربوية الوطنية "أضحت مطالبة أكثر فأكثر في الظروف الجيوسياسية الجهوية والدولية الراهنة حول التصور المحين للإطار العام الفكري للحكامة في جوانبه البيداغوجية والإدارية المتصلة برهان مهيكل ذي طابع مجتمعاتي المتمثل في البعد الوطني في المدرسة الجزائرية." وفي هذا الإطار أشارت السيدة بن غبريط إلى أن الأمر يتعلق بالوعي بالانتماء إلى هوية جماعية ومشتركة ووحيدة مكرسة رسميا بالجنسية. ويتعلق الأمر أيضا -كما أبرزت الوزيرة- بضمان التماسك الاجتماعي للأمة وإعادة تثمين التاريخ واللغات كقطع رئيسية للانتماءات والتضامن التقليدي يعود إلى ألاف السنين والمجسدة في إقليم. وأبرزت أن "تعليم مندمج سيسمح بالخروج من تصور متشعب للوقائع وإرساء البعد الوطني في التمثيل التربوي كشامل جزائري مطروح ومحل تفكير هدف ووسيلة في ذات الوقت ومرسخ بشكل عميق في واقعه التاريخي والثقافي والرمزي يعمل على بناء أنماط للتفكير ترتكز على البحث والتقصي بغية تطوير لدى المتعلم روح النقد والقدرة على عقلنة التجارب البشرية". وأضافت نورية بن غبريط بأنه يتعين على النشاطات التي تشمل مؤهلات التلميذ وخصوصا البرامج الانضباطية أن تضمن تكوين ضمير المواطنة ومعرفة التراث وتشكيل وعي وطني يرتكز على احترام المكونات الأساسية: الإسلام والعروبة والأمازيغية و"هي رموز تمثل الأمة الجزائرية" كما قالت. وينظم هذا اللقاء بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارات الثقافة والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي.