اعتبر وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون يوم الثلاثاء بالجزائر أن التعليمة الموجهة نهاية 2014 بمنع استخدام مواد البناء المستوردة في البرامج العمومية ساهمت في إنقاذ الصناعة المحلية في هذا القطاع الصاعد. وأوضح السيد تبون خلال زيارته للصالون الدولي ال19 للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتيك 2016" أنه تم بفضل هذه التعليمة بعث الصناعة المحلية لمواد البناء بعدما كانت تعاني الكساد بسبب هيمنة المنتج المستورد. وأضاف أن العديد من المنتجين العموميين والخواص في مختلف أرجاء الوطن لاسيما في مجال الخزف وصناعة الصنابير تخلصوا اليوم من مخزوناتهم بل وشرعوا في توسيع وحداتهم بعد حظر استخدام المنتج المستورد. وكشف الوزير انه تم مؤخرا توجيه قائمة إلى إدارة الجمارك الجزائرية تتضمن مواد البناء المنتجة محليا والتي ينبغي منع استيرادها على مستوى الحدود قصد حماية المنتجين الوطنيين في القطاع. وساهمت هذه التدابير في رفع نسبة ادماج المنتج الوطني في السكن إلى ما يقارب 95% في انتظار تغطية العجز في انتاج الاسمنت بفضل المصانع الجديدة في القطاعين العام والخاص والتي سترى النور قريبا. وينتظر ان تتوج هذه الجهود ب"جزأرة" كاملة للسكن حسب السيد تبون الذي أبدى "انبهاره" خلال جولته بمختلف أجنحة الصالون بالشركات الشبانية المحلية التي تعرض منتجات مبتكرة وذات جودة عالية. غير أن "جزأرة" القطاع لن تتم دون مواصلة الجهود في مجال التكوين, يضيف الوزير, مؤكدا أن نهضة قطاع البناء تتطلب إطارات أكفاء مع تشجيع الابداع والابتكار. ولفت في هذا السياق إلى أن قطاع البناء يشغل حوالي 3ر1 مليون شخص وهو بالتالي ثاني اكبر قطاع من حيث عدد مناصب الشغل بعد الفلاحة. من جهته أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي ان قطاعه يعمل على التكفل بجميع الحاجيات المعبر عنها للخماسي 2015-2019 والمتمثلة في تكوين 50 ألف شخص مشيرا إلى إثراء مدونة التكوين بتخصصات جديدة في مجال البناء لترتفع إلى 43 تخصصا. ويشهد "باتيماتيك 2016" الذي تستمر فعالياته إلى 7 مايو بقصر المعارض بالصنوبر البحري إقبالا قويا مع مشاركة 1.190 عارض من بينهم 613 شركة جزائرية (52% من إجمالي المشاركين). كما يشارك 577 عارضا قدموا من 25 بلدا في هذا الصالون الذي ينتظر أن يجذب حوالي 200 الف زائرا حسب المنظمين. و تشارك الصين وتركيا بقوة في هذه الطبعة ب148 و147 عارضا على التوالي متبوعة بكل من إيطاليا (83 مشارك) وفرنسا (68 مشارك) واسبانيا (53 مشارك). وتقارب مساحة العرض في هذه التظاهرة التي تنظم بالشراكة مع الشركة الجزائرية لمعارض والتصدير "صافكس" 44 الف م3. وينظم على هامش الصالون أيام تقنية تتمركز حول عدة مواضيع متعلقة بتقنيات البناء والانظمة العصرية في هذا المجال والفعالية الطاقوية وصناعة مواد البناء والتكوين ومشاريع البنية التحتية في الجزائر لاسيما في مجال الطرق والفندقة.