دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم الاثنين بقالمة إلى ضرورة مواصلة البحوث العلمية والدراسات الأكاديمية حول مختلف المعالم والمواقع الطبيعية والأثرية. وأوضح الوزير في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي و ذلك في ختام زيارة تفقد إلى هذه الولاية بأن الدراسات المعمقة والعلمية حول مختلف المواقع كفيلة بمعرفة الأشياء الخفية لها والتي قد تكون لها قيمة مضافة لتثمينها والاستغلال الجيد لها في مجال الترويج السياحي. وأضاف السيد ميهوبي بأن من شأن هذه البحوث أن تسمح أيضا بتقدير حاجة هذه المواقع لعمليات الترميم والتهيئة الملائمة التي تجعل منها فضاءات سياحية وثقافية مبرزا أنه سيتم في هذا السياق تعيين مسؤولين على المواقع التي تكتسي أهمية كبيرة على غرار موقع مدينة تيبيليس الذي زاره بمنطقة سلاوة عنونة (35 كلم غرب قالمة) وهو عبارة عن مدينة قديمة تعود شواهدها إلى حضارات مختلفة على غرار الليبية و الرومانية والبيزنطية. في نفس السياق ثمن وزير الثقافة المبادرة التي قامت بها مجموعة من شباب منطقة بوهمدان الذين أسسوا جمعية تعمل على حماية موقع "غار جماعة" بجبل طاية ببلدية بوهمدان (50 كلم غرب قالمة) معتبرا أن هذا الموقع الذي يحتوي على كتابات قديمة وكهوف وتجاويف بها صواعد ونوازل بحاجة فعلية إلى عملية ترميم و عناية أكثر لحمايته وتوظيفه سياحيا. كما جدد السيد ميهوبي التأكيد أنه سيتم قريبا تفعيل الاتفاقية التي تم إبرامها في 2015 بين قطاعي الثقافة و السياحة من أجل إعداد خريطة طريق ملائمة للاستغلال الجيد للمواقع التاريخية والطبيعية والأثرية بهدف الترويج السياحي للجزائر وجعلها روافد هامة لتطوير الاقتصاد الوطني. وقد شملت زيارة العمل والتفقد التي قام بها الوزير إلى ولاية قالمة بداية من أمس الأحد عدد من المواقع الطبيعية والأثرية منها أيضا الشلال الطبيعي ببلدية حمام دباغ و هو الموقع الذي تلقى فيه شروحا مفصلة حول عملية الصيانة المبرمجة للفضاءات المحيطة بالشلال والتي خصص لها غلاف مالي معتبر من خزينة الولاية إضافة إلى المسرح الروماني بوسط مدينة قالمة والحديقة الأثرية المجاورة له. وكان السيد ميهوبي قد استهل زيارته لقالمة بإلقائه محاضرة ليلة الأحد إلى الإثنين بجامعة 8 ماي 1945 بعنوان "الطريق إلى المعرفة" تطرق فيها إلى أهمية المعرفة العلمية في النهوض بالواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للشعوب.