أطربت مغنية النوع الأندلسي نسيمة شعبان سهرة أمس السبت الجمهور العاصمي بمجموعة من المقاطع الكلاسيكية و المدائح التي أدتها بعفويتها المعهودة. سرعان ما نسي الجمهور الكبير الذي كان حاضرا في قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة التأخر القليل في برمجة الحفل حيث ابهره الأداء المتميز لهذه الفنانة المتألقة التي عرفت كيف تجلب مستمعيها بسخائها و احترافيتها المعتادين اللذين يميزان روح نسيمة شعبان. و أهدت الفنانة حفلها لذاكرة أستاذها الروحي الشيخ صادق بجاوي (1907-1995) و لروح عميد الأغنية الشعبية الفقيد عمار الزاهي و لأسطورة المالوف محمد طاهر فرقاني الذي وافته المنية مؤخرا مذكرة أيضا بان أداءها لمديح خلال هذا الحفل هو بمناسبة اليوم السابع للمولد النبوي الشريف". و رافقها في أدائها مدة ساعتين ثمانية عازفين أبدعوا أيضا مع الفنانة حيث عزفوا العديد من المقاطع من التراث الكلاسيكي و الصوفي مع إدخال تغييرات جديدة. و من بين المقاطع التي أدتها نسيمة شعبان و فرقتها في تنوع مثالي "توشية زيدان" و "طويري مسرار" و "ليك نشكي قصة حالتي" إضافة إلى مديح "صلي يا سلام صلاة جميلة" للشاعر الكبير محمد العلوي و "يا سيدي يا رسول الله" للأمير عبد القادر. و ميزت هذه الهبة العفوية الجزء الثاني من المشهد الذي دفع الفنانة للاستجابة لطلبات الجمهور الذي استمتع بمقاطع موسيقية غير مدرجة في البرنامج على غرار أغنية "راح الغالي راح" للمرحوم الشيخ بوجمعة العنقيس (1927-2015) من كلمات و تلحين محبوب باتي (1919-2000) أو "يا نجوم الليل" للشيخ الحسناوي (1910-2002). و إذ عبرت عن مشاعر الحنين و الارتباط الشديد بالوطن لدى فناني الغربة أدت الفنانة نسيمة شعبان أغنية "توحشت بلادي" و هي الأغنية التي كتبتها و لحنتها بطبع الحجاز قبل أن تختم بمقاطع أخرى من نوع المديح لاسيما "بسم الله الأعظم" و "يا صاحب الغمامة" و "الحرم يا رسول الله". و استمتع الجمهور بعزف الفنانة على آلة المندول الذي رافق تلاوة بعض "البوقالات" المستوحاة من السجل الشعبي "المخصص حصريا لأصوات الذكور" حسب تعبير مجموعة من المعجبين الذين أكدوا أنها بمثابة "روح مغنيات الموسيقى الأندلسية وكبار شيوخ الطرب الشعبي.