شهدت عملية اغتيال سفير روسيابتركيا إدانة دولية واسعة لهذا العمل الإجرامي الذي وقع عشية محادثات سورية-تركية بشأن سوريا. وكان مسلح قد اقتحم أمس الاثنين معرض صور "روسيا بعيون أتراك" الذي أقيم في مبنى "متحف الفن الحديث" بأنقرة، وأطلق النار على السفير أندريه كارلوف الذي كان يلقي كلمة من مسافة قريبة وسقط أرضا وتوفي متأثرا بإصابته . وأعلنت السلطات الأمنية التركية أن المسلح الذي تم القضاء عليه تركي الجنسية كان يعمل شرطيا. وارتكب هذه الجريمة على خلفية تحرير مدينة حلب السورية بدعم روسي من قبضة الجماعات المسلحة. وعلى إثر هذا العمل الشنيع شدد المجتمع الدولي على همجية هذا العمل الإجرامي الذي وقع عشية محادثات سورية-تركية بشأن سوريا وفي ظل تواصل الجهود الدبلوماسية من اجل التوصل إلى حل للنزاع في سوريا. وعلى غرار العديد من الدول أدانت الجزائر "بشدة بعملية الاغتيال التي وقعت مساء أمس بانقرة بدم بارد ضد سفير الفيدرالية الروسية في تركيا" مؤكدة انها "جريمة نكراء ضد رسول للسلام والصداقة والأخوة بين شعوب وحكومات روسياوتركيا". وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف انه بالاعتداء على حياة دبلوماسي من خلال هذا "العمل الجبان" فإن الإرهابيين قد "تخطوا خطوط حمراء جديدة في استفزازاتهم واحتقارهم وتجاوزاتهم للقواعد العالمية المحترمة والمعترف بها والتي تقدس الحياة الإنسانية". ومن جهتها ذكرت وزارة الخارجية المصرية كافة الدول بضرورة الإلتزام بأحكام ومقررات اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية لتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية ولاسيما في ظل تزايد انتشار ظاهرة الإرهاب . فيما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال عن "عميق شعورها بالألم لهذا العمل الإرهابي". وبدورها أعربت وزارة خارجية دولة قطر أن الحادث يمثل "عملا إجراميا آثما يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والأعراف الدبلوماسية". أما سوريا فأدانت "بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الجبان" واعتبرته "جريمة شائنة تؤكد من جديد على الضرورة الملحة لتسخير كل الجهود والإمكانيات لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه". وأكدت الأردن أن "هذا العمل الإجرامي والذي يستهدف الإساءة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول وزعزعة أمن واستقرار المنطقة هو محاولة لثني التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف" معتبرة أن الحادث "يؤكد مجددا ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتضافر الجهود لمواجهة الإرهابيين الذين يهددون أمن واستقرار المنطقة والعالم والقضاء عليهم". وفي بيان مختصر أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "بقوة اغتيال سفير روسيا لدى أنقرة" فيما أعرب وزير خارجيته جان-مارك أيرولت عن "صدمته الكبيرة". أما الصين فاعتبرت هذا الهجوم "إرهابي بربري ووحشي" معارضة "بحزم الإرهاب بجميع أشكاله". وأكد مجلس الأمن الدولي أن "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين وأن الأعمال الإرهابية هي أعمال إجرامية غير مبررة بغض النظر عن دوافعها ومكان وتوقيت حدوثها وهوية مرتكبيها". اغتيال سفير روسيابتركيا يهدف إلى نسف العلاقات بين البلدين (موسكو) أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف "عمل جبان واستفزازي" ، مشددا على ضرورة "الرد على قتل السفير الروسي بتعزيز مكافحة الإرهاب". وأشار بوتين إلى أن حادث مقتل كارلوف يهدف إلى "نسف العلاقات الطيبة" مع تركيا خاصة وأن الحادث وقع قبل يوم من توجه وزير الخارجية التركي داود أوغلو إلى موسكو لإجراء محادثات بشأن سوريا مع نظيريه الروسي والإيراني . وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الاجتماع سيعقد اليوم الثلاثاء كما كان مقررا. وأعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف أن الرئيس بوتين كلف بالحصول على ضمانات أمنية من أنقرة حول سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في تركيا. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن مقتل السفير الروسي لدى تركيا يعد "صدمة وخسارة" لروسيا بأسرها حيث عمل كارلوف من أجل تحسين العلاقات الروسية التركية ومنع العالم من التعرض لانهيار آخر. وأشارت إلى أن كارلوف أعد في وقت سابق من الشهر الجاري برنامجا لوفد روسي زائر أجرى محادثات مع نظرائه الأتراك في مدينة ألانيا التركية المطلة على البحر البيض المتوسط منوهة إلى أن كارولف جعل البرنامج مليئا إلى أقصى حد ممكن بالفعاليات لإخراج العلاقات الثنائية من المأزق الذي وقعت فيه. خبراء روس بتركيا من اجل التحقيق في الاغتيال أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الثلاثاء توجه فريق روسي يتكون من 18 موظفا من الخارجية ومكتب التحقيقات والأجهزة الخاصة إلى تركيا للتحقيق في حادث اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة آندريه كارلوف. وذكرت وكالة أنباء سبوتنيك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين على إرسال تركيا في أقرب وقت مجموعة للتحقيق في اغتيال السفير. وأشار بوتين إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيقا في قضية اغتيال السفير، مضيفا أنه اتفق مع أردوغان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة مع الخبراء الأتراك، لإجراء التحقيق في القضية. كما أوعز الرئيس الروسي بالحصول على ضمانات من الجانب التركي بشأن توفير الأمن للبعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا، وكذا تعزيز حماية البعثات التركية على الأراضي الروسية.