يعيش موقع هيبون الأثري بمدينة عنابة على وقع مبادرات تطوعية لمجموعات من الشباب وأبناء المدينة تهدف إلى إعادة تأهيله و تثمينه كونه يحفظ تاريخ هذه المدينة التي تعاقبت عليها العديد من الحضارات التي تضرب في عمق التاريخ حسب ما لوحظ يوم السبت. فما يقارب ثلاثين متطوعا يلقبون ب "أصدقاء المتحف" معظمهم من الشباب طلبة بالجامعة إلى جانب مثقفين وفنانين ومواطنين بسطاء يجمعهم اهتمامهم وشغفهم بحماية التراث والمحافظة عليه وتثمينه يترددون بصفة دورية و بشكل منتظم كل نهاية أسبوع لتنظيف مساحات من الموقع الأثري للمدينة الرومانية هيبون كما أكد ذلك مرشد هذا الموقع الأثري والمكلف بالنشاطات الثقافية بمتحف هيبون محمد الصالح بن عيجة. وبإشراف ذات المرشد ينفذ المتطوعون من بينهم 15 شابة طالبة بالجامعة عمليات تنظيف تستهدف جمع نفايات طفيلية تمس بسمعة هذا الموقع الذي يعود إلى الحضارة الفينيقية يجوب المتطوعون فضاءات الموقع الأثري على غرار " الفوروم " و " المسرح " و الحي المسيحي " و" السوق "وحي واجهة البحر" وهم يحملون أكياسا لجمع النفايات أغلبها زجاجية وعلب حديدية. وقد انطلقت الحملات التطوعية لتنظيف هذا الموقع مع بداية السنة الجارية لتتواصل طيلة فعاليات شهر التراث لتمد بذلك جسرا تاريخيا مع أصدقاء المتحف يربط العنابيين اليوم بموروثهم الحضاري وامتدادهم التاريخي المتجذر في عمق التاريخ كما عبر عن ذلك بعض المتطوعين. وبالموازاة مع عمليات التنظيف التي تندرج في إطار البرنامج الذي تم إعداده لتثمين هذا الموقع وترقية بعده الثقافي والسياحي بالنسبة لمدينة عنابة يعمل أصدقاء المتحف على تنظيم زيارات لفائدة تلاميذ المدارس والتنظيمات الجمعوية للتعريف بهذا الموقع الأثري و أبعاده التاريخية والحضارية والتحسيس بأهمية التعريف بالتراث والمحافظة عليه. ويتربع موقع المدينة الرومانية هيبون التي تقع جنوب غرب مدينة عنابة على بعد ثلاثة كيلومترات عن وسط المدينة على مساحة إجمالية تقدر ب 60 هكتارا . ويضم هذا الموقع الأثري بقايا عدة لمعالم أثرية منها "الفوروم" الذي كان يستغل للاجتماعات والمناقشات العامة و "فضاء المسرح الروماني" و "سوق المدينة الرومانية" المتمثل في ساحة و أروقة لا تزال آثارها قائمة بالإضافة إلى "الحي المسيحي" و" حيي الواجهة البحرية" و"الفوروم" و "الحمامات". كما يضم الموقع الأثري هيبون متحفا يجمع العديد من القطع الأثرية و فسيفساء و تماثيل و جداريات تحمل العديد من الكتابات والصور التي تعكس تعاقب العديد من الحضارات على المنطقة.