لم يصبح فريق وفاق سطيف يلعب فقط على الألقاب، بل تعداه الأمر إلى البحث عن تحطيم أو معادلة الأرقام القياسية فيما يتعلق بالتتويجات الوطنية، خصوصا وان النادي يعيش مرحلة ذروة العطاء منذ قرابة 10 سنوات. وأصبح حلم الثنائية يحرك مشاعر محبي النادي العريق، المؤسس سنة 1958، ليس فقط من اجل ثنائية البطولة والكأس بل لتعديل الرقم القياسي الذي بحوزة شباب بلوزداد منافسه في نهائي كأس الجزائر لموسم 2016-2017 يوم الأربعاء. وحقق الشباب الثنائية ثلاث مرات في تاريخه وكان ذلك سنوات 1966، 1969 و 1970، أما الوفاق فقد نال الثنائية مرتين وذلك سنتي 1968 و 2012. وتمكن "النسر السطايفي" من التتويج بلقبي البطولة والكأس عام 1968، حيث أنهى ذلك الموسم في الصدارة مناصفة مع مولودية وهران برصيد 49 نقطة لكيلهما، لكن كفة أفضلية الأهداف مالت إلى الوفاق ب+10 مقابل +7 ل"الحمراوة". أما بالنسبة لكأس الجزائر-1968، فقد تغلب "السطايفية" في النهائي على نصر حسين داي بنتيجة 3-2 بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي بقيادة مدرب محنك هو الراحل مختار عريبي. وبعد ذلك لم تتذوق تشكيلة الهضاب العليا طعم الثنائية لعقود من الزمن، لتعود إلى الواجهة في سنة 2012، لما توج الوفاق بطلا باحتلاله ريادة الترتيب بمجموع 53 نقطة، متقدما على شبيبة بجاية بفارق الأهداف المحصل عليه خلال مرحلة الذهاب (+9 للوفاق مقابل +5 للشبيبة). وفي نهائي كأس الجزائر لسنة 2012، تغلب أصحاب اللونين الأسود والأبيض بقيادة المدرب السويسري آلان غيغر على شباب بلوزداد بنتيجة 2-1 بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي اثر انتهاء اللقاء بالتعادل (1-1). نفس الشيء بالنسبة لشبيبة القبائل، التي توجت بثنائية البطولة والكأس مرتين في تاريخها، وذلك سنتي 1977 و 1986 وهي السنوات التي عاش فيها انصار "الكناري" اسعد أيامهم بالألقاب المحلية والقارية. بالمقابل، يبقى الرقم القياسي لأكبر عدد من التتويجات بثنائية اللقب والكأس بحوزة شباب بلوزداد، الذي حققها ثلاث مرات وكان ذلك سنوات 1966 و 1969 و 1970، وقتها كان يلقب الفريق ب"الشباب الكبير". فبكتيبة ضمت اشهر واحسن اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية منذ الاستقلال، على غرار أحسن لالماس و لواحدي عاشور وجيلالي سالمي، سيطر أبناء "العقيبة" بالطول والعرض على كرة القدم الوطنية سنوات الستينيات ومطلع السبعينيات، وكان آنذاك يشكل نواة المنتخب الوطني الذي شارك لأول مرة في نهائيات كأس افريقيا للأمم 1968. في موسم 1965-1966، توج "السياربي" بطلا ب72 نقطة بفارق خطوتين فقط عن ملاحقه ترجي قالمة، اما في نهائي الكأس لسنة 1966 ففاز الشباب على جاره رائد القبة ب 3-1. وفي موسم 1968-1969 كتب النادي العاصمي التاريخ من جديد، بإنهائه البطولة في صدارة الترتيب ب52 نقطة مقابل 50 لمولودية وهران مطارده. وفي نهائي كأس 1969، الذي لعب مرتين، تعادل أبناء "العقيبة" في النهائي أمام اتحاد الجزائر (1-1)، ليعود الفوز في المرة الثانية لهم ب 5-3 بعد الوقت الإضافي. وجدد النادي الأبيض والأحمر العهد مع التتويجات في الموسم الذي يليه، حيث حقق رقما قياسيا بتحصله على الثنائية الثالثة في تاريخه وهو الرقم الذي تعسر تحطيمه. ففي موسم 1969-1970 تحصل على تاج البطولة الرابع في تاريخه بعدما أنهى المنافسة في الصدارة و ب56 نقطة متقدما على منافسه مولودية الجزائر بأربع نقاط. وتكرر نهائي الكأس بين الشباب و الاتحاد في سنة 1970 مرة أخرى وبنفس السيناريو، حيث لجأ الطرفان إلى مباراة ثانية بعد انتهاء الأولى بالتعادل (1-1)، وعاد الفوز إلى زملاء "المايسترو" لالماس بأربعة أهداف لواحد. ويبقى عشاق الساحرة المستديرة يترقبون نهائي الأربعاء بشغف، فهل سيتربع "السطايفية" على عرش الكرة المحلية ويعادلون الرقم القياسي الذي بحوزة شباب بلوزداد أم أن هذا الأخير له حديث آخر الإجابة سيكشفها النهائي المقرر بملعب 5 جويلية الأولمبي.