عكف رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي المجتمعين منذ بأديس أبابا خلال ندوتهم ال29 يوم الثلاثاء على الوضع في ليبيا من خلال دراسة تقرير رئيس جمهورية كونغو دينيس ساسو نغيسو. و ستكون القمة التي تنعقد تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب" فرصة للقادة الافارقة لدراسة تقارير اخرى مدرجة في جدول اعمال الدورة و المصادقة عليها. و دعا القادة الفارقة أمس الاثنين باديس ابابا في اول يوم من اجتماع القمة ال29 للاتحاد الافريقي الى الوقاية من الازمات و النزاعات في القارة. و بخصوص ليبيا تم عقد اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا برئاسة السيد ساسو نغيسو على هامش اشغال الدورة ال31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي التحضيري للقمة ال29 للمنظمة الافريقية بمشاركة وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل الذي قاد الوفد الجزائري خلال هذه الدورة التي اختتمت اشغالها يوم الاحد الفارط. و خلال هذا الاجتماع أبرز السيد مساهل ضرورة التحدث بصوت واحد لتسوية الازمة في ليبيا بغية حشد الجهود نحو مرافقة الليبيين في مسار تسوية النزاع في هذا البلد. و اعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية انه ليس هناك اي بديل آخر عن الاتفاق السياسي الذي اضحى اساسا لأي حل للازمة في ليبيا مشيرا الى انه يمكن مراجعة هذا الاتفاق اذا ما كانت تلك ارادة ليبيا. و قال ان موقف الجزائر و كذا الدول الاعضاء في اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا يشجع الحل السياسي القائم على الحوار و المصالحة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا داعيا الى تعجيل تعزيز المؤسسات السياسية و الاقتصادية الليبية. و بدوره دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد من أجل التعجيل في مسار المفاوضات بين الأطراف الليبية مؤكدا أن الحوار السياسي و المفاوضات النزيهة يمكنهما ان يقودا إلى حل للأزمة الليبية. و أضاف السيد فقي في مداخلته خلال اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي أن كل تأخير في العودة إلى طاولة المفاوضات سيؤدي إلى هدر ما سبق إنجازه في مجال مكافحة الإرهاب و إلى تفاقم الوضع الإنساني و إضعاف كبير للمؤسسات و الخدمات في الدول. و كان الاجتماع فرصة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ليجدد موقف افريقيا الدائم بخصوص هذا البلد الشقيق مؤكدا ان المسائل التي تفرق بين مختلف الأطراف الليبية المشاركة هي في الحقيقة مسائل هامشية. و أبرز السيد فقي أن الاتحاد الإفريقي أكد لإخواننا الليبيين على ضرورة "خلق المناخ السياسي اللازم من خلال مبادرتنا من اجل حوار سياسي شامل و مصالحة وطنية". كما حذر الأطراف الليبية المشاركة من أن "كل محاولة لتأييد الحل العسكري للأزمة ستقوض الجهود الرامية لإنشاء قوة امنية مدمجة و مركزية كما أنها ستترك الفضاء للمليشيات لتملي قوانينها في المفاوضات السياسية". و أشار السيد موسى فقي إلى أن هذا كان فحوى الرسالة التي وجهتها دول جوار ليبيا للأطراف الليبية خلال آخر اجتماع عقد في الثامن ماي بالجزائر العاصمة موضحا أنهم أكدوا جماعيا على ضرورة دعم المسار السياسي و تشجيع الأطراف الليبية على الوفاء بالتزاماتها بطريقة توافقية و دون تدخل خارجي".