تتواصل المساعي الديبلوماسية إقليميا ودوليا لحل الأزمة الخليجية المستمرة بين دولة قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة ثانية داعية "كافة الأطراف" للعمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار لا سيما بعد إعلان الرياض وحلفائها مزيدا من الاجراءات بحق الدوحة "في الوقت المناسب". وفي اطار الجهود الامريكية لحل الازمة الخليجية شرع وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون يوم الثلاثاء في زيارة الى الدوحة قادما من الكويت في إطار جولته الحالية في منطقة الخليج حيث بدأ محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن تعقبها محادثات مع وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قبل أن يتوجه يوم غد الاربعاء إلى السعودية. وأكدت تقارير إعلامية أن الهدف من جولة المسؤول الامريكي في المنطقة هي "محاولة نزع فتيل أكبر خلاف سياسي تشهده المنطقة منذ سنوات بين قطر والدول الاربع". ويعتبر تيلرسون المسؤول الغربي "الابرز" الذي يصل الى الخليج منذ بدأ الازمة في 5 يونيو الماضي كما تعد الكويت ثاني محطة في زيارته الى المنطقة بصفتها دولة الوساطة ومن المنتظر أن يصل الى جدة السعودية غدا الاربعاء حيث سيلتقي كبار المسؤولين في البلد لبحث مستجدات الازمة. مطالبة كويتية-أمريكية-بريطانية بضرورة احتواء الازمة من خلال الحوار عقدت كل من دولة الكويتوالولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة المتحدة مساء الاثنين بقصر البيان بالكويت إجتماعا ثلاثيا لمطالبة أطراف أزمة منطقة الخليج بسرعة احتوائها وإيجاد حل لها في أقرب وقت من خلال الحوار. وأعربت الدول الثلاث عقب اجتماع مشترك عقده رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وبحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح مع كل من وزير خارجية الولاياتالمتحدة الأميركية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل عن "عميق القلق جراء استمرار الأزمة الراهنة في المنطقة". وجدد كل من الجانبين الأميركي والبريطاني دعمهما الكامل للوساطة الكويتية ومساعي وجهود أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة. وأجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مساء أمس مباحثات مع المسؤول الامريكي شملت بالأساس سبل حل الأزمة الخليجية. وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت في الخامس يونيو علاقاتها الديلوماسية بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الارهاب آخذة عليها ايضا التقارب مع إيران. لكن الدوحة التي تستقبل أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط نفت مرارا الاتهامات بدعم الارهاب. وتقدمت الدول الاربع بمجموعة من المطالب لإعادة العلاقات مع قطر بينها دعوتها الى تخفيض العلاقات مع ايران واغلاق قناة "الجزيرة". وقدمت الدوحة ردها الرسمي على المطالب الى الكويت التي تتوسط بين اطراف الازمة قبل ان تعلن الدول المقاطعة ان الرد جاء "سلبيا" متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحق الإمارة و هذا في الوقت الذي تبقى فيه المصالح الغربية-الامريكية تطفو بظلها على ملف أزمة الخليج الديلوماسية مما يفتح الباب على تطورات جديدة يكون لفريق الوساطة وزنه عليها.