أكد الفريق أحمد قايد صالحي نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اليوم الأربعاء بقسنطينة، التزام الجيش الوطني الشعبي بمهامه الدستورية "مهما كانت الظروف و الأحوال راعيا لمهامه ومعتنيا بمسؤولياته ومقدرا لحجم واجبه الوطني"، حسب ما أفاد به اليوم الأربعاء بيان لوزارة الدفاع الوطني. وقال الفريق في كلمة له خلال زيارة عمل وتفتيش قادته إلى الناحية العسكرية الخامسة، أنه "تثبيتا لمقومات هذه الغايات الكبرى والنبيلة سيظل الجيش الوطني الشعبي مثلما أكدنا على ذلك مرارا وتكراراي جيشا جمهوريا، ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني، حافظا للاستقلالي هذا الكنز الذي استرجعه شعبنا بالحديد والناري وبالدم والدموع جيشا لا يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية مهما كانت الظروف والأحول". وأوضح أن الجيش "سيظل أيضا بإذن الله وقوته مثابرا على تطوير قدراته مرابطا على الثغور راعيا لمهامه ومعتنيا بمسؤولياته ومقدرا لحجم واجبه الوطني وسيبقى رمزا جلي الدلالة من رموز حب الوطني وحصنا منيعا من حصون الثبات على العهد والوفاء بالوعد المقطوع أمام الشعب والتاريخي وأمام الله قبل ذلك وبعد ذلك". وتأتي هذه الزيارة إلى الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة يومي 23 و 24 أغسطس الجاري "مواصلة للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية بهدف الاتصال الدائم والمستمر مع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي المرابطين بكل مناطق الوطني وبغرض الإطلاع عن كثب على وضعية الوحدات العسكرية". ففي اليوم الأول من الزيارة وبعد مراسم الاستقبالي وقف الفريق قايد صالحي رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية العسكرية الخامسة وقفة ترحم على روح الشهيد البطل زيغود يوسفي مهندس هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955ي والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد لهي وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار. بعدها قام الفريق بتدشين نادي الخدمات الطبية الاجتماعية الواقع بجوار المستشفى العسكري الجهوي الجامعي الشهيد عبد العالي بن بعطوشي والذي يتوفر على كافة المرافق الضرورية التي تكفل الاستقبال الجيد لأفراد عائلات المرضى القادمين من الولايات البعيدة، كما وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان. إثر ذلك، قام بتدشين النادي الجهوي للجيش الذي يعد مكسبا جديدا وهاما للجيش الوطني الشعبي لما يضمه من مرافق الراحة لفائدة مستخدمي و متقاعدي وزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم. بعدها ترأس الفريق قايد صالح لقاء توجيهيا ضم قيادة وأركان وإطارات الناحية وكذا قادة القطاعات العملياتية وقادة الوحدات وهياكل التكويني فضلا عن ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية. وفي كلمته التوجيهية والتي تابعها كل مستخدمي إقليم الناحية عن طريق تقنية التحاضر عن بعدي ذكر الفريق بأهمية هذا اللقاء الذي يتزامن واحتفال الشعب الجزائري بواحدة من ذكرياته التاريخية الخالدة، والمتمثلة في الذكرى المزدوجة ل 20 أوتي اليوم الوطني للمجاهد، مؤكدا أن أيامه "تكتنز محطة مضيئة من محطات تاريخ ثورتنا التحريرية المباركة، ألا وهي يوم المجاهد الذي يرمز للذكرى المزدوجة (20 أوت 1955 و1956) لكل من هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام". وأكد قايد صالح أن "الهجومات العسكرية التي شنها جيش التحرير الوطني بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف على مواقع وقلاع القوات الفرنسية والمعمرين بالشمال القسنطيني شهورا قليلة بعد اندلاع الثورة التحريرية، قد سمحت لها أن تدخل مرحلة جديدة وتحقق نجاحات باهرة على المستويين السياسي و العسكري إذ ساهمت هذه الهجومات في فك الحصار الذي حاول الاستعمار الفرنسي ضربه على الثورة خاصة في منطقة الأوراسي كما رفعت من معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة وأكدت استمراريتها وشموليتها والتفاف الشعب برمته حولها وبلوغ صداها المدوي أروقة المحافل الدولية وجميع أصقاع العالم". وتتويجا لهذه الانتصارات الميدانية التي حققها جيش التحرير الوطني --يضيف الفريق قايد صالح-- "جاء مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 بغرض تقييم الخطوات والأشواط التي قطعتها الثورة منذ مرحلة الانطلاق والاستفادة من التجربة المكتسبة ليتم بفضل القرارات التنظيمية التاريخية والحاسمة الدخول في عهد جديد بأساليب ووسائل تتواكب مع التطور الذي بلغته الثورة التي واصلت مسيرتها العملاقة إلى غاية تحقيق النصر المبين". واعتبر أن "إطلاق إسم يوم المجاهد على هذين الحدثين البارزين من تاريخ ثورتنا التحريرية الخالدة هو اعتراف وتمجيد لما بذله مجاهدو جيش التحرير الوطني من تضحيات وما أظهروه من بطولات"، مؤكدا أنها "ذكرى جديرة مثل غيرها من المحطات التاريخية الوطنية الأخرى بأن تحفظ في الذاكرة الجماعية للجزائريين لكي تبقى شاهدا على جسامة التضحيات وعلى صلابة عزيمة الشعب الجزائري وقوة إرادته وإصراره على العيش حرا كريما". من جهة أخرىي أشاد الفريق قايد صالح برسالة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد التي حيا فيها "تضحيات أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية على التضحيات التي يقدمونها في سبيل الوطن الغالي" وقال قايد صالح بهذا الخصوص أن "هذا اليوم الأغر الذي يعيش من خلاله أبناء وطننا محطة أخرى من محطات ربط مستقبل الجزائر الواعد بماضيها الخالد وهي ذكرى لا يمكن للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني إلا أن يقف عندها بكثير من التأمل ويشارك أبناء وطنه فرحة استحضار دروسه المتجددة والافتخار برصيده الزاخر بالأمجاد والعبر ويعتبر أن كل لبنة يضعها على درب تطوره وتقدمه هي مظهر آخر من مظاهر الإخلاص لهذا المسار التاريخي الوطني النير". وأكد أن "إرادة التحرر التي ردع بها جيش التحرير الوطني عدوه بالأمس لا تضاهيها إلا هذه الإرادة الصلبة التي تسكن قلوب ونفوس وعقول أفراد الجيش الوطني الشعبي وإصرارهم على مواصلة حفظ عهد ودم الشهيد وتثمين وعد وجهد المجاهد والإبقاء على مكتسبات الثورة التحريرية المباركة كاملة وغير منقوصة". وأشاد في ذات السياق بما تضمنته "رسالة فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطنيي بمناسبة هذه الذكرى الخالدة العزيزة على قلوب الجزائريين كافة، حيث أكد من خلالها على أنه يمكن للشعب الجزائري أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها والحفاظ على سلامة التراب الوطني مجددا باسم الشعب الجزائري واجب التحية والتنويه لأفراد الجيش الوطني الشعبي من ضباط وضباط صف وجنودي وكذا إلى أفراد أسلاك الأمن على تفانيهم المثالي وعلى تضحياتهم الجسام في القيام بمهامهم وفي خدمة الوطن الغالي". بعدها، استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات مستخدمي الناحية العسكرية الخامسة الذين أكدوا على أنهم "سيظلون أبناء بررة لوطنهم الجزائر التي لن تطالها أيادي الغدر والتي ستظل محروسة بأبنائها الذين تشرفوا بحمل رسالة أسلافهم الميامين واعتزوا باستكمال مسيرتهم الغراء". كما ترأس رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية اجتماعا ثانيا حضره قادة القطاعات العسكرية وقادة الوحدات الكبرى وممثلي المصالح الأمنية، حيث تابع عرضا شاملا حول الوضع الأمني بإقليم الاختصاص قدمه نائب قائد الناحية ليسدي بعدها تعليمات وتوجيهات ذات طابع عملياتي وأمنيي مؤكدا على "حتمية مواصلة جهود مكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاث هذه الآفة وإلى الأبد من بلادنا".