صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم السبت بمستغانم أن القوة الحقيقية للثورة الجزائرية تكمن "في وحدة الشعب الجزائري وصموده وحبه للشهادة وغيرته على تاريخه وماضيه المجيد". وقال السيد زيتوني خلال الاحتفالات المخلدة للذكرى 63 لاستشهاد بن عبد المالك رمضان "إننا اليوم أمام دليل حي ومكان ناطق هو المغارة التي اجتمع فيها القائد بن عبد المالك رمضان، وهو من الشرق الجزائري بالمجاهدين للتحضير للثورة بالغرب الجزائري ليس ليوم واحد بل لأسابيع وأشهر"، مبرزا أن الشهيد بن عبد المالك رمضان "لم يكن في زيارة سياحية إلى مستغانم، وإنما كان بصدد القيام بعمل بطولي فاز في نهايته بالشهادة في مثل هذا اليوم من سنة 1954." وأوضح وزير المجاهدين أن "الاحتفالات بالمناسبات الوطنية لا يجب أن تمر مر الكرام بوضع باقات من الأزهار وقراءة فاتحة الكتاب وإنما هي محطات لأخذ العبر والدروس"، مشيرا إلى أن "المسؤولية الملقاة على الشعب الجزائري اليوم هي الحفاظ على ثورة التحرير الوطني باعتبارها بطاقة التعريف للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية". وتم خلال الاحتفالات بهذه المناسبة الترحم على روح الشهيد بن عبد المالك رمضان بمقبرة الشهداء ببلدية سيدي علي (50 كلم) شرق مستغانم. كما عاين وزير المجاهدين مركز التعذيب "الكاريال" بذات البلدية وتم بالمناسبة عرض دراسة لتهيئة وترميم المعتقل الذي بدأت تنهار أجزاءه بفعل العوامل الطبيعية، وخصوصا جناح الزنزانات التسعة التي تلقى بها المجاهدون أبشع وأقصى أشكال العذاب. وسيعرف هذا المعلم التاريخي الذي أنشأته الإدارة الاستعمارية الفرنسية سنة 1956 عملية ترميم وصيانة خلال ثلاثة أشهر بمبلغ مالي يقدر ب 18 مليون دينار جزائري. كما دشن وزير المجاهدين المعلم التاريخي المخلد للشهيد ببلدية بن عبد المالك رمضان (38 كلم) شرق مستغانم، وهو يضم متحف للشهيد به قاعة للعرض ومكتبة ومقام تذكاري بغلت تكلفة إنجازهما 19 مليون دينار جزائري فضلا عن المخبأ الذي أوى الشهيد مع رفاقه قبل 5 أيام من اندلاع الثورة. ونظمت بقاعة المحاضرات لولاية مستغانم ندوة تاريخية حول الشهيد بن عبد المالك رمضان بحضور الأسرة الثورية وعائلة و رفقاء الشهيد وعدد من الأساتذة والباحثين من جامعتي مستغانم ووهران. وتم بالمناسبة إبرام اتفاقية تعاون بين مديرية المجاهدين وجامعة مستغانم في مجال البحث والتوثيق التاريخي عقب تكريم شقيقة الشهيد وأفراد من عائلته. وزارة المجاهدين تعمل على ضبط المصطلحات التاريخية المتعلقة بثورة التحرير المجيدة أفاد وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم السبت بمستغانم أن دائرته الوزارية تعمل حاليا على ضبط المصطلحات التاريخية المتعلقة بثورة التحرير المجيدة. وقال الطيب زيتوني خلال ندوة نظمت بقاعة المحاضرات لولاية مستغانم بمناسبة الذكرى ال63 لاستشهاد بن عبد المالك رمضان، أن هذه العملية "ستسمح باستعمال المصطلحات الدقيقة "للأحداث والشخصيات والمعالم التاريخية أثناء كتابة التاريخ الوطني لثورة التحرير المجيدة والحركة الوطنية والمقاومات الشعبية. ودعا وزير المجاهدين الأسرة الثورية عموما والمجاهدين والمجاهدات، خصوصا إلى مواصلة الإدلاء بشهاداتهم التاريخية حول مختلف الأحداث والشخصيات والمعالم من أجل تسجيلها ووضعها بين أيدي المؤرخين للبحث والتنقيب ولإثراء الذاكرة الوطنية. وكشف الطيب زيتوني أن وزارة المجاهدين قامت مؤخرا وبمناسبة الذكرى 63 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة بتوزيع الأعلام الوطنية ووثائق تاريخية كالنشيد الوطني، وبيان الفاتح نوفمبر 1954 على كل المؤسسات التعليمية ومختلف الأطوار بكامل التراب الوطني بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية. وبخصوص عصرنة قطاع المجاهدين أكد الوزير أن جميع المصالح اللامركزية للوزارة (المديريات الولائية) سيتم ربطها بشبكة وطنية للإعلام الآلي بداية من الفاتح يناير المقبل لمعالجة كل الطلبات والملفات الخاصة بالأسرة الثورية على المستوى المحلي وفي ظرف قياسي "ساعات فقط وليس أيام أو أسابيع"، مشيرا إلى أن نسبة إنجاز هذا المشروع الذي يدخل في إطار عصرنة الإدارة الجزائرية بلغت 80 في المائة. وأشرف الطيب زيتوني اليوم السبت بمستغانم على إحياء الذكرى 63 لاستشهاد الشهيد بن عبد المالك رمضان عضو المجموعة 22 التاريخية و أول قائد ميداني للثورة يسقط في ميدان الشرف بتاريخ 4 نوفمبر 1954.