يزداد الوضع الأمني والسياسي تفاقما باليمن, وسط تعقد الأزمة الإنسانية في هذا البلد الذي يشهد يوميا زعزعة للوضع الأمني بفعل الهجمات المتكررة, لاسيما بعد إطلاق الحوثين لصاروخ باليستي تجاه الرياض السبت الماضي, بينما يبقى المجتمع الدولي يتابع بقلق تداعيات هذه الازمة في المنطقة. وقد نبهت وزارة الداخلية اليمنية أمس الثلاثاء الى تردي الوضع الامني, معلنة أن ضحايا هجوم نفذه مسلحون تابعون لما يسمى ب"تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)" الارهابي يوم الأحد الماضي على مقر إدارة البحث الجنائي في مدينة عدن "العاصمة المؤقتة" جنوب اليمن بلغت 46 قتيلا و47 جريحا. و اعقب هذا الهجوم, غارة شنتها طائرات التحالف الذي تقوده السعودية على جبل "هران" بمديرية "أفلح" في محافظة "حجة" شمال غربي اليمن, وهذا بالتزامن مع غارات أخرى للتحالف على العاصمة صنعاء, حيث لقي ما لا يقل عن 22 شخصا مصرعهم واصيب العشرات. ووصف مدير مكتب الصحة في "أفلح" بهذه المحافظة, اسماعيل ظافر, الغارات بأنها "جريمة مكتملة الأركان حيث تمت تسوية المباني بالأرض". - تردي الوضع الإنساني بالمنطقة... دعوة لفك الحصار على المدنيين العزل - وامام تردي الأوضاع الانسانية بالمنطقة و ازدياد الاحتقان الذي يضر المواطنين العزل لا سيما الاطفال منهم والنساء, طالبت الأممالمتحدة و منظمات دولية, التحالف العربي بفك الحصار عن اليمن والسماح بدخول المساعدات, بينما تتزايد التحذيرات من تفاقم الأوضاع , امام شبح المجاعة والأمراض التي تهدد حياة المدنيين. فبعد يوم من إعلان التحالف الإغلاق المؤقت لكل المنافذ الجوية والبحرية والبرية اليمنية ردا على استهداف الحوثيين الرياض بصاروخ بالستيي دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الثلاثاء إلى إبقاء حدود اليمن مفتوحة لدخول المساعدات الإنسانية, بما في ذلك الادوية التي يحتاجها نحو عشرين مليون يمنيي وفقا لتقديرات الأممالمتحدة. و كانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت إن الحصار الذي يفرضه التحالف سيعيق جهودها لمحاربة مرض الكوليرا في اليمن", موضحة ان حالات الإصابة تجاوزت حتى الآن 900 ألف حالة توفي منها 2194. وينتشر المرض أكثر في محافظات حجة (شمال غرب) والحديدة (غرب) والعاصمة صنعاء, حسب ذات المصدر. علاوة على الوضع الصحي, شهدت صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي, أزمة حادة في الوقود, بعد يوم من إغلاق التحالف الحربي المنافذ الجوية والبحرية والبرية للبلاد. واصطف المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود بصنعاء, بينما تشهد محطات التموين العاملة ازدحاما شديدا رغم بيعها الوقود بأسعار مضاعفة زادت بأكثر من 60 بالمائة, بينما ارتفع سعر غاز الطهي الى 100 بالمائة, و كل هذا بفعل الازمة الامنية و السياسية التي يعيشها اليمن منذ مارس 2015 .