تجتمع المعارضة السورية, اليوم الأربعاء, في العاصمة السعودية الرياض لبحث تشكيل وفد جديد لتمثيلها في محادثات جنيف وانتخاب منسق عام جديد لها بعد استقالة رياض حجاب, بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا, ستيفان دي ميستورا, الذي دعا جميع الفصائل إلى تشكيل وفد موحد يشمل كل الأطراف الممثلة للشعب لمباحثات جنيف مع وضع مستقبل بلادهم نصب أعينهم. وأعرب دي ميستورا في افتتاح اجتماع المعارضة السورية (الرياض 2) اليوم عن أمله في أن يكون النقاش حول "مستقبل الشعب السوري", وأشار إلى ان سوريا شهدت حربا كبيرة وكان لها أثر بالغ على المنطقة, محملا الأطراف المعارضة المجتمعة مسؤولية تحقيق السلام في سوريا من خلال التفاوض "بدون شروط مسبقة". وفي ذات السياق, دعا السيد دي ميستورا كل أطراف المعارضة إلى وضع مستقبل بلادهم نصب أعينهم, مشيرا إلى أن المباحثات الحالية ستسعى للتوصل إلى "دستور جديد وحكومة شاملة غير عنصرية", وستناقش كافة الأمور المتعلقة بإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة. ومن المقرر أن يستمر اجتماع الرياض ثلاثة أيام على أن تختار الفصائل المشاركة فيه ممثليها في الهيئة العليا للمفاوضات التي تنتخب لاحقا منسقا عاما جديدا وتختار اعضاء وفدها المفاوض في جنيف. ويشارك في الاجتماع الثاني من نوعه, نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية وغاب عنها ممثلون عن "منصة موسكو" التي تضم في صفوفها نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق قدري جميل و"منصة القاهرة" التي تضم مجموعة معارضين مستقلين, وشاركت هاتان المجموعتان بشكل مستقل في الجولات السابقة من محادثات جنيف في العامين الأخيرين. جهود من أجل التوصل إلى توافق بين فصائل المعارضة وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض, أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج, هادي البحرة, في تصريح صحفي إن "الجهود تبذل اليوم للتوصل إلى توافق بين جميع الفصائل لتشكيل وفد مفاوض موحد وبمرجعية واحدة", مشيرا إلى أن الهدف من توسيع عضوية الهيئة العليا للمفاوضات, اليوم, هو "تفعيل المسار السياسي المتعثر في جنيف" قبل نحو أسبوع من انطلاق جولة مفاوضات ثامنة برعاية الأممالمتحدة. وتقود روسيا تحركا دوليا مكثفا في جميع الاتجاهات بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية تزامنا مع لفظ الإرهاب لأنفاسه الأخيرة, حيث أجرى الرئيس الروسي, فلاديمير بوتين, خلال 36 ساعة عشرات الاتصالات واللقاءات مع قادة دوليين بارزين. ويجتمع الرئيس الروسي, اليوم, بمدينة سوتشي الروسية بنظيريه التركي والإيراني، لمناقشة تنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده بداية شهر ديسمبر القادم, والذي شددت روسيا على ضرورة أن يكون حوارا شاملا وواسع التمثيل بمشاركة الحكومة السورية وأكبر تمثيل ممكن من المعارضة. ويهدف المؤتمر, إلى إطلاق عملية تفاوضية شاملة مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة, بهدف تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت, ومن المتوقع أن يضم المؤتمر قوى معارضة وموالية للحكومة وممثلين من جميع الجماعات العرقية والدينية السورية للعمل من أجل تحقيق السلام في البلاد. وكان المبعوث الأممي إلى سوريا, ستيفان دي ميستورا, قد أعلن في وقت سابق عن تاريخ إجراء الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف والموافق ل 28 نوفمبر الجاري، داعيا المعارضة السورية إلى الاستعداد الجاد للمشاركة في المحادثات دون شروط مسبقة, وبحسب مصادر إعلامية فإن هذه الجولة ستعقد على مرحلتين يتخللهما "مؤتمر سوتشي". وكشف دي ميستورا أن هذه الجولة ستركز على الانتخابات والدستور الجديد في سوريا.