يعقد مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، جلسة طارئة لبحث وقف إطلاق النار في مدينة الغوطة الشرقية في سوريا التي لازالت تحت حصار الجماعات المسلحة التي تأبى الرضوخ للدعوات الأممية والدولية لوقف إطلاق النار وتمكين المساعدات الإنسانية من ولوج المناطق المتضررة من الصراع في الوقت الذي تواصل فيه مجموعة أستانا إيجاد قاعدة جديدة للتسوية في سوريا. وجاء عقد الاجتماع، الذي تجري أشغاله في جلسة مغلقة، في أعقاب فشل الهدنة في سوريا التي أقرها المجلس سابقا لمدة 30 يوما، حيق ينتظر، أن يستمع أعضاء المجلس إلى إحاطات كل من المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا، وممثل عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بالإضافة إلى مناقشة مدى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 الذي طالب بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما. و استجابة لطلب تقدمت به كل من فرنسا وبريطانيا، يلتئم أعضاء المجلس، في الوقت الذي يتواصل فيه نزيف المدنيين في الغوطة الشرقية بسبب تواصل الاقتتال من جهة وفشل عملية الإغاثة من جهة أخرى، حيث انسحبت قافلة أممية للمساعدات يوم أمس الثلاثاء، قبل أن تستكمل إفراغ حمولتها للمتضررين جراء تواصل الاقتتال. ويذكر أن قافلة إنسانية مكونة من 46 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت إلى "دوما" في الغوطة الشرقية مؤخرا، إلا أن 14 شاحنة لم تتمكن من تفريغ حمولتها بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتتال الذي وقع بين العناصر المسلحة هناك، لاختلافها على تقاسم المعونات الإنسانية التي حملتها القافلة التي كانت تقل حاجات طبية وغذائية. وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، قد أكد من قبل أن الأولوية العاجلة، في سوريا اليوم هي تخفيف حدة التصعيد مع مواصلة الجهود لبحث تقدم العملية السياسية في جنيف باتجاه التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لسنة 2015 . - الدول الضامنة لعملية أستانا تعد بيانا حول مستقبل التسوية السورية تعمل الدول الضامنة لعملية أستانا (إيران وروسيا وتركيا) على اعتماد بيان مشترك في لقائهم الذي يعقد في 16 مارس الجاري يتضمن مستقبل التسوية في سوريا من شأنه أن يعكس الاتجاهات الرئيسية للتقدم المحرز في عملية أستانا، بما في ذلك توقيت الجولة القادمة (أستانا-9)". ويعلق وزير خارجية كازاخستان، خيرت عبد الرحمانوف، "آمالا كبيرة جدا" على الاجتماع المقبل لوزراء خارجية البلدان الضامنة لعملية أستانا، لأنهم لا يعتزمون فقط تلخيص العمل الذي قاموا به خلال العام الماضي، ولكن أيضا بحث التطورات الأخيرة "المأساوي"ة وعلى وجه الخصوص تلك التي تشهدها الغوطة الشرقية مبرزا ان الدول الثلاث ستحدد سبل مواصلة العمل ضمن إطار عملية أستانا. وأشار عبد الرحمانوف، إلى أن كازخستان تريد رؤية "تدابير ثقة متبادلة" بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة فيما يتعلق بقضية الإفراج عن المعتقلين وتسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين. يذكر أن الجولة الأخيرة من مباحثات أستانا جرت يومي 21 و22 ديسمبر الماضي وتلتها خطوات أخرى في إطار التسوية السورية، منها المحادثات بين الأطراف السورية تحت إشراف الأممالمتحدة في فيينا ومؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي الروسية أواخر يناير الماضي.