يحتل الرياضياتيون الجزائريون (المتخصصون في مجال الرياضيات) "الريادة" إفريقيا في إنتاج و نشر المقالات البحثية المتعلقة بميادين الرياضيات حيث لا تقل النسبة عن 23 بالمائة سنويا من مجمل الإنتاج الإفريقي في المجال، حسبما أكده اليوم السبت ببومرداس رئيس المؤسسة الرياضياتية الجزائرية. وأوضح السيد ببوشي رشيد رئيس هذه المؤسسة و نائب رئيس اتحاد الرياضياتيين الإفارقة على هامش المؤتمر الرابع للرياضياتيين الجزائريين بكلية العلوم بجامعة بومرداس، بأن "ريادة" الجزائريين في هذا المجال الحيوي دليل كبير على مدى كفاءة و حضور الرياضياتيين الجزائريين قاريا و دوليا. ولكن هذه الإنجازات الكبيرة المحققة من طرف الأخصائيين الجزائريين في المجال --يضيف السيد ببوشي-- "تبقى غير معروفة" من طرف الجمهور المتخصص والعريض على السواء لذلك يجب "خلق المناخ الملائم الذي يسمح بتدارك الأوضاع" في هذا المجال من حيث تنويع النشاطات الجوارية و تنظيم المؤتمرات و غيرها. واعتبر نفس المسؤول أنه "ما هو أهم بالنسبة لنا إلى جانب السياسة الخارجية للمؤسسة هو خلق سياسة داخلية في المجال من خلال العمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من الرياضياتيين الجزائريين للانخراط في المؤسسة و التمثيل الجيد لهذه الفئة من مجتمع البحث على المستويين الداخلي و الخارجي. ولتحقيق هذه الأهداف تسعى المؤسسة المذكورة في الأفاق -- يضيف المصدر-- إلى تشجيع اللقاءات الموضوعاتية و البحث في مختلف تخصصات علم الرياضيات ومساعدة الباحثين الشباب في المجال و نشر هذا التخصص و التوعية وسط الجمهور العريض. من جهة أخرى ذكر ل/وأج رئيس الجامعة عبد الحكيم بن تليس بأن هذا المؤتمر هو بمثابة مؤتمر جامع للرياضياتيين الجزائريين ينعقد كل سنتين حيث كانت البداية سنة 2012 بجامعة عنابة ثم في 2014 بجامعة تلمسان و 2016 بجامعة باتنة و هذه السنة بجامعة بومرداس. "ونعمل بجامعة بومرداس على إعطاء الأهمية لهذا التخصص الهام وسط الطلبة والشباب بشكل عام"، يقول السيد بن تليس الذي أكد "الحاجة الماسة" للاقتصاد الوطني لهذا التخصص الحيوي، " لذلك يجب إيلاء العناية به ابتداء من المدرسة الابتدائية من خلال التهيئة والتنظيم الذهني للطفل حتى يحسن التعامل مع الحسابات الرياضية وصولا إلى الجامعة وما بعدها من تخصصات دقيقة في المجال". وينتشر الاعتقاد وسط الكثير من الطلبة الجامعيين بأنه ليس لهذا التخصص (الرياضيات) أفاق فيما بعد التخرج و هذا "خطأ كبير"، حسب رئيس الجامعة الذي أضاف قائلا "بأن التعاملات في المجالات و الميادين المختلفة التي أساسها الرياضيات تمثل زهاء 10 بالمائة من مجمل الدخل القومي الصافي للدول المتقدمة و16 بالمائة بالنسبة للمملكة المتحدة البريطانية لوحدها" . وبعدما شدد على ضرورة اغتنام مثل هذه المؤتمرات لتبيان و إبراز الوجه الحقيقي لهذا التخصص و عدم تركه في المنسيات، ذكر ذات المسؤول بأن جامعة بومرداس من خلال قسم الرياضيات (الذي يضم بين 150 و 200 طالب في الماستر 2 و العشرات في الدكتوراه) تريد "ترقية وتطوير هذا التخصص من خلال العمل على خلق وبعث تكوينات عندها علاقة مع الرياضيات في كل المجالات". ويتوخى من هذه الفعالية التي يحضرها باحثون وأخصائيون وطلبة من مختلف جامعات ومعاهد الوطن استنادا إلى المنظمين، وضع إطار يسمح للالتقاء فيما بين الرياضيين الجزائريين ووضع في متناولهم الإطار المناسب للنقاش وتبادل الأفكار المرتبطة بانشغالاتهم حول البحث و وضع الرياضيات في مجملها بالجزائر، كما أنه فرصة للباحثين الشباب من أجل عرض أعمالهم. وتتضمن التظاهرة عرض و مناقشة نحو 200 بحث و أطروحة تدور في مجملها حول مواضيع تتعلق ب"الجبر" و "نظرية الأعداد" و "التحليل الوظيفي" و" المعادلات التفاضلية الجزئية"و " النمذجة " و"التحليل الرقمي" و" التوسعة" و "الأنظمة الديناميكية" و"المعادلات التفاضلية العادية" و"الاحتمالات" و" الرياضيات المالية" و"الإحصاء و البحث العلمي" و"تاريخ فلسفة تدريس الرياضيات" و "الهندسة "و "الرياضيات المطبقة في تخصصات أخرى". ويشرف على تنظيم الفعالية "المؤسسة الرياضياتية الجزائرية" بالتعاون مع الجامعة و مخبر بحث الإعلام الآلي النمذجة التوسعة والأنظمة الإلكترونية لكلية العلوم و بدعم من المديرية العامة للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي. يذكر أن هذه الهيئة أنشأت سنة 1988 تحت اسم الجمعية الرياضياتية الجزائرية لتحول سنة 2010 إلى المؤسسة الرياضياتية الجزائرية و تضم في صفوفها نحو 470 منخرطا من أصل نحو 2000 أخصائي و باحث في مجالات الرياضيات على المستوى الوطني.