تحتضن العاصمة بكين يوم الثلاثاء الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني - العربي بمشاركة و زير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وعدد من وزراء خارجية البلدان العربية للنظر في مسيرة العلاقات بين الجانبين واستعراض الانجازات الماضية واستشراف الافاق المستقبلية. مرة أخرى يلتقي الجانبان في اطار هذا المسار لإجراء مناقشة شاملة ومعمقة حول توطيد علاقات التعاون بينهما وتعزيز بناء "الحزام والطريق", تلك المبادرة الاستراتيجية التنموية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ وتتمحور حول التواصل والتعاون بين الصين ودول أسيا واوروبا وافريقيا. وستشهد الدورة الثامنة للإجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني -العربي التي يمثل فيها الصين , مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني, وانغ يي, ويحضرها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط , مناقشة سبل تعزيز الصداقة الصينية العربية التقليدية ودفع بناء "الحزام والطريق" وتدعيم التشارك في إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية, وسبل تعزيز البناء المؤسسي للمنتدى وكذلك القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك لدى الجانبين, والبحث في الخطط والخطوات للتعاون في المستقبل, بما فيها السياسة والأمن والترابط الاستراتيجي والتعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي وغيرها, وللعمل سويا على إقامة "النسخة المطورة" للعلاقات الصينية العربية. وسيحضر جلسة افتتاح الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي الرئيس شي جين بينغ ويلقي خطابا وصف بالمهم وممثلو أزيد من 21 دولة عربية والأمين العام لجامعة الدول العربية. كما سيحضر الجلسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يقوم بزيارة عمل الى الصين وفق مصادر صينية. كما سيتبادل الجانبان وجهات النظر حول أبرز القضايا السياسية والدولية ذات الاهتمام المشترك, منها التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية والأوضاع في عدد من الدول العربية, التي تشهد نزاعات مسلحة منذ عدة سنوات, وبحث سبل تعزيز وتعميق التعاون بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. منتدى التعاون الصيني-العربي أسهم منذ نشأته قبل أربعة عشر عاما في تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الجانبين بصورة شكلت نقلة نوعية حقيقية, خاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري, بحيث قفز حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين من حوالي 37 مليار دولار عند نشأة المنتدى إلى حوالي 191 مليار دولار في عام 2017 , الأمر الذي جعل من الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية, وهو ما يفتح الطريق أمام تحقيق المزيد من التبادل التجاري . وقد تدعم المنتدى بتشارك اخر بين الطرفين عبر مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني خلال الدورة السادسة للاجتماع الوزاري للمنتدى عام 2014 ببكين. ومنذ الاعلان عن مبادرة "الحزام والطريق" دخل التعاون الصيني العربي مرحلة جديدة من التطوير الشامل للجودة كما حقق نتائج مثمرة. تجدر الاشارة هنا الى ما تم انجازه في اطار هذه التعاون الجماعي وبخاصة في مجال التكنولوجيا والتقنية, حيث تم افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا وتم إقامة بنجاح المنتدى الصيني العربي لنظام "بيدو" للملاحة بالأقمار الاصطناعية. ونجحت الصين في إطلاق أول قمر صناعي جزائري للاتصالات (ألكوم سات1) انطلاقا من الأراضي الصينية في 11 ديسمبر 2017. -أفاق واسعة للتعاون الصيني -العربي- بالنظر الى ما تم تحقيقه على مسار التعاون الصيني -العربي تشكلت لدى الجانبان قناعة في استشراق مستقبل أفضل لهذا التجاذب رغم بعد المسافات بين هذا البلد الاسيوي وبعض الدول العربية. لكن وانطلاقا من قول صيني "إن الذين يتقاسمون الأهداف لا تفصلهم الجبال" وأخر ... فان الآمال كبيرة في الدفع بالتعاون الاستراتيجي بين الجانبين بما يخدم رفاهية شعبيهما. وتتطلع الأمتين الصينية والعربية لأهداف مشتركة في تحقيق التنمية والاستقرار, وتحسين معيشة الشعب. والى جانب استشراقها لمستقبل افضل لتعاونها مع الدول العربية من خلال تطوير التقارب الاستراتيجي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية, والتشارك في بناء"الحزام والطريق"فان الصين تسعى الى لعب دور بناء فيما يخص القضايا الدولية مثل قضية فلسطين, والأزمة السورية واليمنية, ومكافحة الإرهاب . يشار أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي سيحضر الاجتماع في بكين وسيناقش الصداقة بين الصينوفلسطين مع وانغ يي مستشار الدولة ووزير الخارجية وممثلي الدول المختلفة, ويناقش التعاون بين الصين والدول العربية, كما ستجدد الدول المشاركة التأكيد على دعمها لقضية فلسطين العادلة. الموقف الصيني كان ولازال داعما لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والوقوف بجانب الدول العربية لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وبناء حوار سياسي في سوريا واليمن وليبيا. وتعتبر الصين هذا المنتدى بمثابة رسالة واضحة للعالم بأنها تقف الى الجانب الفلسطيني وتحرص على التنسيق مع الجانب العربي لتسوية الخلافات عبر الحوار والدفع بالحل السلمي للخلافات السياسية. الجزائر حيت في أكثر من مناسبة أهداف المنتدى كونها "لم تنحصر في إطار منطق تجاري محض وإنما تعدته لتشمل التعاون التقني والعلمي والثقافي والاستثمار في مشاريع البنية التحتية و بناء أسس شراكة حقيقية تجمع المتعاملين الإقتصاديين العرب والصينيين في مشاريع لها قيمة مضافة تمتص البطالة وتعود بالنفع على الطرفين". هذا ما أكد عليه وزير الخارجية السيد عبد القادر مساهل والذي اعتبر أيضا أن قيم الحوار والسلام التي يتقاسمها الطرفان وتعلقهما المشترك باحترام الشرعية الدولية يشكلان حافزا إضافيا يشجع على تكثيف التعاون بين الصين والعالم العربي .