توصل رئيس وزراء إفريقيا الوسطى، ماتيي سيمبليس سارنجي، والجماعات المسلحة ال 14 التي وقعت اتفاق السلام، الذي تم التفاوض عليه مطلع فبراير الماضي في الخرطوم، إلى الاتفاق على حكومة شاملة، وهذا في جلسة عامة في عاصمة أثيوبياأديس أبابا. ومنذ الاثنين الماضي، يتواجد الموقعون على اتفاقية السلام في إفريقيا الوسطى في أديس أبابا، حيث دعا الاتحاد الإفريقي لاجتماع متابعة في محاولة لإنقاذ اتفاق السلام الذي تقوض بعد الإعلان في مطلع مارس الجاري، عن حكومة جديدة تعتبرها الجماعات المسلحة "غير شاملة" بما فيه الكفاية. من جهتها، قالت بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى (مينوسكا)، أن موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، قال في الجلسة، أن "التنازلات صعبة ومؤلمة لكنها ثمن السلام "، وأكد أن "السلام النهائي في أفريقيا الوسطى بين أيديكم وكل شيء يعتمد على إرادتكم". وأضاف قائلا أن "فرض عقوبات على أفريقيا الوسطى يهدف إلى استعادة الاستقرار الوطني والقانون والنظام في البلاد خلال وقت قريب و أن الأولوية في الوقت الراهن هي مساعدة البلاد في تحقيق السلام والمصالحة و يجب أن يظل المجلس موحدا ويوفر الظروف اللازمة لتغيير الوضع في أفريقيا الوسطى إلى الأفضل". أما مبعوث الأممالمتحدة إلى أفريقيا الوسطى، بارفيت أونانجا - أنيانجا، قال أن اتفاقية السلام المبرمة مطلع الشهر الجاري بين الحكومة والعديد من الجماعات المتمردة يمكن أن تشكل "نقطة محورية" في مسيرة البلاد، موضحا انه على الرغم من توقيع أول اتفاقية بين الحكومة و14 جماعة متمردة عن طريق المفاوضات المباشرة وهو ما يدعو ل "السرور" إلا أنه "ينبغي لنا أن نكون يقظين لأن الموقف لا يزال خطيرا". و اعتبر المبعوث الأممي أن "الاختبار الحقيقي" سيكون هو التنفيذ الكامل للاتفاقية داعيا كل الأحزاب إلى احترام التزاماتها والانخراط في الحوار. يشار إلى أن حكومة أفريقيا الوسطى والمجموعات المسلحة قد وقعوا اتفاق سلام في العاصمة (بانغي) أوائل الشهر الجاري. وقال رئيس أفريقيا الوسطى،عقب ذلك أن "الاتفاق يدعو لوقف أي أعمال عنف ضد المدنيين"، مؤكدا أن "هذا اليوم هو بالنسبة إلينا لحظة تاريخية تكرس تتويج نحو ثلاث سنوات من الجهود"، مضيفا "مد اليد لأشقائنا في المجموعات المسلحة". وكان الاتفاق قد وقع بالأحرف الأولى في العاصمة السودانية (الخرطوم) بمبادرة من الاتحاد الأفريقي بعد مفاوضات استمرت أكثر من عشرة أيام.