خرج مواطنون في مسيرات حاشدة عبر كافة ولايات الوطن في سابع جمعة على التوالي مطالبين بالتغيير الجذري للنظام و رحيل الوجوه المحسوبة عليه، مع المضي قدما في مرحلة انتقالية تمنح فيها الفرصة للكفاءات الوطنية، حسبما لاحظه مراسلو "وأج". و في الجمعة الاولى بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة من منصب رئيس الجمهورية، خرج آلاف المواطنين في وسط البلاد حيث سار المتظاهرون رجالا و نساء في عواصم ولايات البليدة و الشلف و تيبازة و الجلفة وعين الدفلى و المدية، حاملين الراية الوطنية وهم يهتفون بشعارات تدعو للتغيير الجذري للنظام و "رحيل الحكومة" و "احترام سيادة الشعب"، محيين موقف الجيش الشعبي الوطني من الحراك مرددين "الجيش الشعب خاوة خاوة". كما نظم مواطنو كل من ولايات تيزي وزو و بومرداس و البويرة و بجاية مسيرات مماثلة تدعو لاستقلالية العدالة و تطالب ب "محاسبة جميع رجال الاعمال و المسؤولين الفاسدين"، حسبما جاء في الشعارات المرفوعة. كما خرج مئات الآلاف من المواطنين بولايات غرب الوطن إلى تغيير جذري للنظام. ففي وهران عمت المسيرات مختلف الشوارع و رفعت خلالها شعارات أهمها "جمهورية جديدة نوفمبرية" و "لا لعصابة المصالح" و "نريد مرحلة انتقالية من اختيار الشعب". و تميزت المسيرات التي تخللتها مواكب للسيارات و الدراجات النارية رافعة الأعلام الوطنية بمبادرة شبانية عبارة عن منبر تحت عنوان "الشارع يصوت" يعبر فيه المشاركون عن آرائهم. كما تم تنظيم مسيرات شعبية حاشدة و سلمية عبر ولايات شرق البلاد حيث طالب المتظاهرون على وجه الخصوص ب"التغيير الجذري". ولم تتناقص التعبئة عبر أغلب ولايات شرق البلاد على مر الجمعات و خرج المواطنون في شكل مجموعات و عائلات و أصدقاء من أجل الاحتفال ب"مكاسب" الحراك الشعبي و المطالبة بسيادة الشعب. و بولايات قسنطينة و أم البواقي و خنشلة و ميلة و الطارف و بسكرة و باتنة توافد آلاف المواطنين الذين كان العديد منهم يلتحفون العلم الوطني على عواصم هذه الولايات حاملين لافتات كتب عليها "ارحلوا" و "لن نتوقف سنظل نخرج كل يوم جمعة". كما طالب آلاف المتظاهرين برحيل رئيس مجلس الأمة و الوزير الأول و رئيس المجلس الدستوري و الحكومة الحالية و رئيس المجلس الشعبي الوطني. و بولايات قالمة و تبسة و سوق أهراس و سطيف و سكيكدة هتف المتظاهرون "جيش شعب خاوة خاوة" و دعوا إلى محاكمة المسؤولين و الأشخاص المتورطين في قضايا الفساد. و بولاية عنابة حمل المتظاهرون لافتة كتب عليها "وحدة الوطن خط أحمر" و أشاد آخرون بموقف الجيش الوطني الشعبي في حين أن آلاف المواطنين دعوا إلى محاكمة الأشخاص المتورطين في نهب ثروات مدينتهم و البلاد. و جرت مختلف المسيرات في هدوء و سلمية و اتسمت بمظاهر حضارية و بسلوك تضامني راق ميزه تزويد المتظاهرين بالاكل و الشرب و ترديد النشيد الوطني على وقع زغاريد النساء المشاركات فيها.