في يوم دراسي حول حوادث العمل والوقاية منها في الوسط المهني دعا أمس المشاركون في اليوم الدراسي حول حوادث العمل والوقاية لحماية صحة العمال في الوسط المهني الى ضرورة أخذ بعين الاعتبار الجانب الوقائي خاصة في المؤسسات سواء كانت عمومية أو خاصة، خاصة المؤسسات التي تستعمل المواد الكميائية كالصيدليات ومخابر والمصانع إلخ. وفي هذا السياق، وحسب الاحصائيات التي كشف عنها البروفسور عباس زيري، فإن عدد المؤسسات والشركات التي تستعمل المواد الكميائية عبر إقليم ولاية تيزي وزو، قدرت ب 915 مؤسسة عبر إقليم ولاية تعاقدت مع مصلحة طب العمل التابعة للمستشفى الجامعي، حيث يحق لكل عمالها مجانية الفحوصات دون استثناء خاصة عمال المؤسسات المتخصصة في صناعة الأدوية وإنتاج المواد الكيميائية كون هذه الشريحة من العمال معرضة اكثر للاصابة بالامراض المزمنة على غرار السرطان جراء الاحتكاك اليومي بالمواد الكيميائية والناجمة أحيانا عن تهاون العمال في عدم احترام الجانب الوقائي المتمثلة في ارتداء الألبسة الواقية من مآزر وقفازات ونظارات وأحذية، وعدم احترام شروط ممارسة العمل في الغرف فيما يخص تلك المتعلقة بالنظافة والمساحة وغلق النوافذ والأبواب أثناء التفاعلات الكيميائية لمنع تسرب الغازات الى الخارج وبالتالي تعرضهم للخطر. كما ألح التدخلون على ضرورة الاهتمام بالنفايات السامة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية خاصة فيما يتعلق بالادوية السرطانية الصلبة أوالسائلة، حيث دعت الدكتورة براهمي إلى ضرورة التكفل التام بالنفايات السامة بوضعها في أكياس خاصة قبل التخلص منها في مفحمة ذات 1200 درجة حرارية حتى لا تتسبب في مشاكل بيئية تنعكس سلبا على الكائنات الحية سواء الانسان أوالنبات أوالحيوان. والمشكل الذي طرحه المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنه المستشفى الجامعي نذير محمد و هو كيفية التحكم في النفايات السائلة والتي يبقى مشكلا عويصا على المستوى الوطني حسب البرفسور ريمين التي أكدت أن هناك صعوبة في جمع المياه السائلة التي ترمى في المخابر وتذهب في الطبيعة مهددة البيئة. من بين الحوادث التي تسجل في الوسط المهني تلك التي تصيب اليد، حيث بلغت عدد الإصابات ب 1.4 مليون سنويا وتعد السبب الاول لمنح العطل المرضية للعامل من بينها 620 ألف إصابة خطيرة وهو الامر الذي ينعكس على مردودية المؤسسات، إضافة الى صحة العامل. الدكتورة براهمي من جهتها وفي مداخلة حول أخطار مهنة التلحيم، دعت ممارسي هذا النشاط الى اعتماد الجانب الوقائي لحماية انفسهم من أمراض عديدة كتلك التي تصيب العين والربو والامراض التنفسية الناجمة عن الاحتكاك اليومي مع الغبار الحديدي والغازات المختلفة كثاني أكسيد الكربون. اليوم الدراسي الذي حضره إلى جانب الاطباء مفتشية العمل، مصلحة طب العمل و مصالح الضمان الاجتماعي كون هذه الاخيرة معنية بالدرجة الاولى بحوادث العمل في الوسط المهني لتكفلها بالتعويض والمشكل العويص الذي يواجه العمال هو ضعف الاطار القانوني لاثبات وتبرير الحادث في الوسط المهني وتحديد الاسباب التي تكون وراء الحادث كالانتحار والقلق، عكس ما يوجد في الدول الاوروبية كفرنسا حيث هناك حالات تتعلق بالوسط المهني وليس لأسباب خارجية وفي هذا السياق، دعا البروفيسور أحمد زعطوط، رئيس مصلحة، طب العمل إلى العمل كل الفاعلين في المجال كالعدالة والصحة ومفتشية العمل ووزارة العمل إلى ترسنة قوانين واضحة تتماشى مع الوقت الراهن كون القوانين القديمة تجاوزها الوقت لتحديد أسباب مثل هذه الحودث، كما دعا من جهة أخرى إلى ضرورة صياغة قوانين واضحة تأخذ بعين الاعتبار جميع الحوادث ذات صلة بالوسط المهني وتسهيل عملية التعويض للعامل عندما يصرح بالحادث للضمان الاجتماعي حتى يتحصل على حقوقه. وبهدف التكفل التام بصحة العمال في الوسط المهني، اقترح المشاركون على أرباب العمل التعاقد مع المؤسسات الاستشفائية للقيام مجانا بالفحوصات الطبية الاضافية ذات علاقة بالوسط المهني. ق.وزنة