أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، السيد محمد سالم ولد السالك, أن ما يقوم به المغرب من تنكيل وتقتيل بالأراضي الصحراوية المحتلة هو دليل على خيبة الأمل وعلى أن الدبابات والاحتلال العسكري لن ينهي مقاومة الشعب الصحراوي، مخاطبا في ذات الوقت الأممالمتحدة بالقول أن الطرف الصحراوي تعامل مع المنظمة حتى الآن بكل صبر وحكمة وتعقل. وشدد ولد السالك في ندوة صحفية, نشطها اليوم الثلاثاء بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر و التي حضرها السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر, على أن المغرب فشل في كل رهاناته, فالمجتمع الدولي لم يعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية والشعب الصحراوي واقع وطني جهوي ودولي حقيقي. وحذر من "استهتار المغرب بالشرعية الدولية والدوس على كرامة الشعب الصحراوي وإهانة النساء الصحراويات في المدن المحتلة والزج بالمواطنين الصحراويين والنشطاء المسالمين في غياهب السجون ورفض المخطط الذي تم توقيعه بعد مرور 16 سنة من الحرب، محذرا من مغبة هذا وأكد أن "الكرة في مرمى المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن". ومن الرهانات التي فقدها المغرب، يستطرد السالك "عودته إلى الاتحاد الإفريقي وشرطه للعودة إلى المنظمة القارية الإفريقية طرد الجمهورية الصحراوية ...لكن بعد 33 سنة من المحاولات المؤيدة من قبل فرنسا واللوبيات ومن بعض الدول التي تقول أنها مسلمة وتساند في ذات الوقت احتلال ضد شعب مسلم فشل كل هذا والمغرب جلس ويجلس اليوم إلى جانب الصحراء الغربية على الصعيد الإفريقي وأيضا على الصعيد العالمي باعتبار أن الاتحاد الإفريقي له شراكات مع الاتحاد الأوروبي ومع عديد من الدول. وفي رده عن استفسارات الصحفيين عن كل ما يمس القضية الصحراوية و الظروف التي تمر بها والوضع الذي يعيشه الصحراويون خاصة بالأراضي المحتلة قال السالك أنه "ومنذ 1992, أي 28 سنة, هناك إرادة من داخل مجلس الأمن لمصادرة حق الشعب الصحراوي في الاستقلال"، مضيفا أن "فرنسا هي التي تعرقل استقلال الشعب الصحراوي". وهنا أعاد إلى الأذهان ما ذكره الملك الحسن الثاني عندما تيقن أنه لا المجتمع الدولي ولا الشعب الصحراوي سيقبل له بالسيادة على الصحراء الغربية وقال "سنمشي لاستفتاء وإذا اختاروا هم (الصحراويون) الاستقلال سأكون أول من سيفتح سفارة في العيون أو في المدينة التي سيختارونها كعاصمة". إلا انه يضيف الوزير وبعد تربع محمد السادس العرش حاول أن يتملص ولا زال يحاول التملص من ذلك بدعم فرنسي. إلى ذلك تناول الوزير الصحراوي وبإسهاب الدور الفرنسي الذي تساءل بخصوصه بالقول "هل فرنسا تريد تمرير مصالحها في جو من المواجهات ... فهي لا يمكن أن تحافظ على مصالحها في منطقة الشمال الإفريقي إلا بالمواجهة بين الدول". "نحن نقول أن الشعب الصحراوي شعب مسالم ليس له ضغينة ولا حقد لا ضد فرنسا ولا اسبانيا نحن نريد استقلال شعبنا ونريد الإخاء مع كل الشعوب المغاربية كما نريد بناء المغرب العربي على أساس من العدالة والاحترام والتبادل والمنفعة المشتركة وهو المسعى الذي تعرقله فرنسا" يضيف ولد السالك. وأمام ما تعيشه الأراضي الصحراوية المحتلة من انتهاكات لحقوق الإنسان، جدد الوزير الصحراوي المطالبة بضرورة أن تراقب المينورسو هذه الحقوق، مذكرا بالمسودة التي تقدمت بها الولاياتالمتحدة عام 2013 وتعطي للمينورسو حق مراقبة حقوق الإنسان . --النظرة الاستعمارية لدى بعض العواصم الأوروبية لا زالت قائمة-- وفي خضم حديثه تأسف رئيس الدبلوماسية الصحراوية من مواقف بعض الدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا بخصوص القضية الصحراوية وحق شعبها في تقرير المصير, وقال إن النظرة الاستعمارية لدى بعض العواصم الأوروبية لا زالت قائمة رغم تغير اللهجات وتغير الدعايات. وقال أن فرنسا تدفع المغرب للتعنت وان بقاء النظام العلوي المغربي في هذا الموقف يهدد حتى النظام العلوي نفسه وهذا ليس مشكلتنا بل شأن المغاربة إذا أرادوا أن يبقى "الملك ديكتاتوريا حتى ما لانهاية". وأضاف مستطردا في نفس السياق "نحن نحترم إرادة المغاربة ونؤكد أن المشكل داخلي لكن لا نقبل من النظام العلوي المغربي أن يجعل القضية الصحراوية شماعة لا يهام الشعب المغربي أن عدوهم هو الشعب الصحراوي . الشعب المغربي مضطهد وهو الضحية الثانية لهذا النظام، يضيف ولد السالك.