دعت لجنة الصحة والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, الى انشاء سجل وطني مرجعي للخبراء خاص بالأمراض الناشئة والمستجدة. وشددت اللجنة في التوصيات التي توج بها اليوم البرلماني حول "سياسة الجزائر في التصدي للفيروسات الناشئة, خاصة فيروس كورونا" على ضرورة "تنفيذ اللوائح الصحية الدولية التي صادقت عليها الجزائر والمتعلقة بالتقييم المبكر للوائح الصحية الدولية, الى جانب التنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية وذلك وفق القرار القاضي بإنشاء مركز وطني يتكفل بالتنظيم الصحي للاستعجالات الصحية ذات البعد الدولي وتنظمه وتسييره". كما حثت اللجنة بالمناسبة على ضرورة "اعادة ضبط وسائل التحكم على مستوى المراكز الجهوية الرئيسية للوطن مع انشاء مركز وطني للمراقبة ومكافحة الأمراض المعدية وخلق شبكة مخابر مرجعية على مستوى الوطني وكذا مديرية مخابر على مستوى وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات". وشددت على أهمية "تعزيز التواصل المجتمعي وانشاء انجع لمصالح سريرية جهوية للتكفل بالأمراض المعدية شديدة العدوى في الشمال والشرق والغرب والجنوب مع دعم وتعزيز قدرات مستخدمي الصحة في مجال مكافحة هذه الأمراض من خلال ادخال الوسائل الحديثة والتقنيات العصرية كالمراقبة والإبلاغ والمقاومة". ودعت اللجنة من جهة اخرى الى "اعادة بعث وتنشيط النظام الوطني للمعلومات الصحية واصدار النصوص التنفيذية والتنظيمية المتعلقة بالأمراض الناشئة والفيروسات المستجدة, مثلما نص عليه قانون الصحة الجديد الصادر في سنة 2018 مع انشاء مركز للاستشارة والتطعيم الدولي في كل منطقة خاصة بالمسافرين". يذكر ان هذا اليوم البرلماني الذي نظمته لجنة الصحة والعمل والتكوين المهني قد نشطته مجموعة من الخبراء من بينهم البروفسور عبد المجيد لشهب, مختص في الأمراض المعدية بجامعة سطيف, والذي دعا في مداخلته الى "اتخاذ اجراءات احترازية وقائية عند ظهور الأمراض الناشئة والفيروسات الجديدة". من جانبه, أبرز البروفسور يحي مكي من المخبر المرجعي للفيروسات بمستشفى لاكروا روس بمدينة ليون الفرنسية, مكانة المخبر في الكشف المبكر والتحكم الجيد في الوباء, داعيا بالمناسبة الى "توفير المزيد من الوسائل" لمواجهة الفيروس. واغتنم ذات الخبير الفرصة ليطمئن كل المقبلين على اداء مناسك الحج, مؤكدا أن موسم هذا العام سيكون خلال شهر أوت, مما يجعل من انتشار الفيروس خلال موسم الحر يتلاشى. وعرضت من جانبها الدكتورة سامية حمادي من مديرية الوقاية بوزارة الصحة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجزائر من خلال اعادة تفعيل جهاز الإخطار والمراقبة والتصدي للفيروسات الى جانب تجهيزات المراقبة على مستوى المطارات والموانئ والحدود البرية. وبدوره, أشاد ممثل المنظمة العالمية للصحة, الدكتور فرانسوا نيغسان, بجهاز الإخطار الذي اطلقته الجزائر منذ التحذيرات الأولى حول تفشي فيروس كورونا, مؤكدا استعداد المنظمة لمرافقة ودعم المنظومة الصحية في الجزائر.