أكدت الأغلبية الرئاسية في مالي دعمها لخارطة الطريق المقترحة من قبل المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا "ايكواس" من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الأزمة الاجتماعية السياسية التي تعصف بالبلاد, فيما تستعد باماكو لاستقبال وفد رفيع المستوى يضم قادة التكتل الاقليمي الخميس, في وساطة جديدة لإحداث اختراق في المشهد المتأزم. و اجتمعت الاغلبية المتمثلة في الاحزاب و التجمعات السياسية, امس الثلاثاء في العاصمة باماكو للإدلاء برايها حول نتائج الوساطة الاقليمية التي رفضتها المعارضة "جملة و تفصيلا", حيث توج الاجتماع بتبني المقترحات المطروحة. و دعت الى "رص صفوفها" ازاء الوضع المتأزم التي تعيشه البلاد, في وقت سجل فيه مراقبون "غيابها" عن الساحة السياسية. كما أكدت الاغلبية دعمها المطلق للتوصيات التي تستبعد استقالة الرئيس ابراهيم بوبكر كييتا من منصبه و تعتبره "خطاً أحمر غير قابل للتفاوض". اقرأ أيضا: الأزمة في مالي: بعثة "الايكواس" يقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية و بهذه المبادرة "ترغب الاغلبية الرئاسية في مد يدها للمعارضة و للجهات الاخرى قصد التوصل الى مخرج للازمة", حسب ما اكده امادو كوويتا وزير سابق و رئيس الحزب الاشتراكي "ييليكورا" و عضو الاغلبية الرئاسية. و قال كوويتا: "اننا نوجه دعوة الى جميع الفاعلين, و الى الشعب المالي للجلوس حول طاولة و البحث عن حل سياسي لتجمع وطني الذي اقترحه الرئيس يفض الى تشكيل حكومة وحدة وطنية, مع الاخذ بعين الاعتبار مخرجات الحوار الوطني الشامل". == قادة ايكواس في محاولة جديدة لإيجاد مخرج, و الاتحاد الافريقي يدعو الى الحوار == و في هذه الاثناء ينتظر ان يصل غدا الخميس وفد رفيع المستوى للتجمع الاقليمي الى باماكو, في إطار المساعي الرامية لحل الأزمة الاجتماعية السياسية السائدة في مالي, و يضم كلا من الرؤساء النيجري محمدو إسوفو, والإيفواري الحسن وتارا, والغاني نانا أكوفو أدو, والسنغالي ماكي سال. وأفاد بيان صادر عن الممثلية الدائمة "لإكواس" في مالي, أن وفد قادة هذا التكتل الإقليمي سيكون له لقاء مع الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا. و اشار البيان أن القادة الأفارقة سيتلقون قبل ذلك, إحاطة من رئيس بعثة "إكواس" غودلوك جوناثان, موضحا أنهم سيلتقون بعدها بالإمام محمود ديكو الذي يقود الحركة الاحتجاجية التي تمثل المعارضة, ومع ممثلي اللجنة الاستراتيجية " اتلاف حركة / 5 يونيو للقوى الوطنية/. وتابع نفس المصدر, أن كل هذه اللقاءات ستتمخض عنها نقاط يتم تضمينها في بيان ختامي. و كانت بعثة "إكواس" للوساطة التي اجرت وساطة بين الفرقاء , فشلت في اقناع المعارضة بمقترحاتها المتمثلة خاصة في تشكيل "فوري" لحكومة وحدة وطنية, وانشاء محكمة دستورية جديدة قائمة على "قاعدة توافقية", و اصطدمت برفض "حركة 5 يونيو" الذي يطالب بالرحيل الفوري للرئيس, وفتح تحقيق حول المجازر المرتكبة خلال المظاهرات, وإلغاء الانتخابات التشريعية الأخيرة, وتشكيل حكومة وحدة وطنية, والإفراج الفوري عن زعيم المعارضة سومايلا سيسي. و أعتبر أحد زعماء المعارضة شوكل كوكلا ميغا, أن مقترحات (ايكواس) "كانت بعيدة عن تطلعات الشعب, إذ تجعل من الأزمة أو تختزلها في أزمة انتخابية, و هي أكبر من ذلك", وفق تعبيره. و بالتزامن مع ذلك, حث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد, جميع الفاعلين على ضبط النفس, والاستمرار في الحوار والمفاوضات, في آفاق التنفيذ السريع للحلول التوافقية من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار واللحمة الاجتماعية, مجددا تأكيد التزام الاتحاد الإفريقي واستعداده لدعم مالي في عملية إنهاء الأزمة, في تعاون "وثيق مع بقية الشركاء". و قال فكي في بيان, انه يتابع "عن كثب" تطور الوضع السياسي والاجتماعي في مالي, مرحبا ببعثة وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الرامية لتسوية الأزمة في مالي. و أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي دعمه لمقترحات "إيكواس" المتعلقة بحل الأزمة والتي تشكل , كما قال ,"قاعدة التفاوض حول معالجة المشاكل التي تعد مصدر الأزمة الراهنة". كما رحب في هذا الإطار بالإعلان عن وصول وفد من قادة دول "إكواس" إلى مالي. وذكر البيان أن موسى فكي محمد "أدان بشدة أعمال العنف التي أعقبت مظاهرات أيام 10 و11 و12 يوليو الجاري, مسفرة عن قتلى وجرحى وتدمير ممتلكات عامة وخاصة", مجددا تعازيه للأسر المكلومة, والشعب والحكومة الماليين, متمنيا عاجل الشفاء للجرحى. ودعا إلى التعجيل بفتح تحقيقات لمساءلة الجناة, وإصدار العقوبات المناسبة, وإنصاف الضحايا. و تأججت الاضطرابات السياسية في مالي منذ إجراء انتخابات تشريعية متنازع على نتيجتها, وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة التوتر, و تبعاته على أمن و استقرار منطقة الساحل الافريقي التي تعد من أكثر المناطق هشاشة, و التي تواجه سلسلة من التحديات الامنية و الاقتصادية.