يتعزز الموقف الأوروبي الداعم لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، يوما بعد يوم، ولم تعد تقتصر هذه المساندة على الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، بل باتت ترسم الموقف الرسمي لبلدان أوروبية عديدة. ويؤكد خبير الشعبة العامة والشؤون الاستراتيجية في وزارة الدفاع الإسبانية،الجنرال خيسوس أرغوموسا، أنه على الرغم من قرار ترامب، إلا أن "هناك رفض عام في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالسيادة المغربية، بسبب دعم الاتحاد الأوروبي لاستفتاء الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية". ويرى في هذا الصدد أنه "من مصلحة إسبانيا الجيوستراتيجية العليا قيام دولة مستقلة ديمقراطية في الصحراء الغربية"، ويؤكد أنه "لا يوجد لدى إسبانيا خيار آخر سوى اتخاذ التدابير المناسبة بحزم ومصداقية وقوة، لضمان الاستقرار الاستراتيجي لبيئتها الجيوسياسية القريبة مها، بالتعاون الوثيق مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وجهات فاعلة أخرى". إقرأ أيضا: جيمس بيكر: خطوة ترامب "المتهورة" في الصحراء الغربية ستسهم في تعطيل مسار التسوية كما شدد الجنرال الإسباني في هذا الصدد، على "ضرورة تفعيل السياسة الخارجية الإسبانية - التي ظلت لسنوات عديدة سلبية أو مختفية فيما يتعلق بالصحراء الغربية - بمجموعة من الإجراءات المتشبعة بإرادة سياسية قوية وحازمة لوقف أو تحييد الأعمال العدائية التي يقوم بها المغرب، وإجباره على الامتثال للقانون الدولي، مع ضرورة أن يتم ذلك عاجلا وليس آجلا". وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي أكد قبل يومين أن حكومته "لا تتجاهل مصير الشعب الصحراوي"،و أنها "ملتزمة بمحورية التسوية الأممية لحل النزاع في الصحراء الغربية". وأكد سانشيز، خلال رده على أسئلة النائبان غابرييل روفيان عن "حزب اليسار الجمهوري الكاتالوني"، وآيثر استيبان من "حزب الباسك القومي"، حول النزاع في الصحراء الغربية، خلال الجلسة العامة للكونغرس، أن حكومة إسبانيا تعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل " التعجيل بتعيين الوسيط الذي ظل منصبه للأسف شاغرا لفترة طويلة"، مجددا موقف حكومته التي "لا تتجاهل على الإطلاق" مصير شعب تربط إسبانيا به علاقات تاريخية. وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، قد أكدت فور إعلان الرئيس ترامب الاعتراف ب"السيادة" المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، أن أي حل لنزاع الصحراء الغربية يجب أن يتم التفاوض عليه مع الجانبين. --- مجلس الشيوخ البريطاني مدعو للاعتراف بالصحراء الغربية --- وفي إطار الزخم الذي اكتسبته القضية الصحراوية - على خلفية العدوان المغربي على متظاهرين سلميين في المنطقة العازلة بالكركرات في 13 نوفمبر الماضي - دعت مجموعة من البرلمانين البريطانيين في عريضة مكتوبة، مجلس العموم للاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وطلب النواب في عريضتهم، التي جاءت تحت عنوان "عريضة أول النهار"، مجلس العموم "الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير" داعين الحكومة البريطانية إلى "احترام القانون الدولي ورفض اتباع المسار الخطير وغير القانوني الذي سلكه الرئيس ترامب فيما يتعلق بالصحراء الغربية". كما حث هؤلاء النواب، حكومتهم على "القيام بدور أكثر نشاطا داخل مجلس الأمن الدولي من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية". إقرأ أيضا: جنوب إفريقيا: الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية، اعتراف بعدم الشرعية الدولية وقد جمعت هذه المبادرة التي أطلقها ستة نواب على رأسهم الزعيم السابق ل"حزب العمال" جيريمي كوربين في 14 ديسمبر، حتى الآن عشرين (20) توقيعا من برلمانيين ينتمون إلى أحزاب سياسية معارضة مختلفة. وكتب جيريمي كوربين في تغريدة على صفحته الرسمية عبر تويتر : "يجب أن ندعم حق الشعب الصحراوي"، واستنكر دعم الرئيس ترامب من جانب واحد لمطالب المغرب غير القانونية باحتلال الصحراء الغربية، داعيا حكومة المملكة المتحدة إلى عدم اتباع هذا المسار. وفي ذات السياق، جددت وزيرة الخارجية النرويجية، إينه إريكسون، التأكيد على أن موقف بلادها تجاه قضية الصحراء الغربية "ثابت ومعروف"، و يقوم على الحل السياسي، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن والتي يؤكد عدد كبير منها (آخرها في القرار 2548 )، على حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. وقالت إريكسون ،- في ردها على رسالة ل 53 هيئة ومنظمة من المجتمع المدني النرويجية- أن الحكومة "تشعر بالقلق العميق إزاء التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية، و إزاء وقف إطلاق النار"، مشيرة أن "أي نشاط على الأرض من شأنه أن يعقد الحل السياسي، هو مصدر قلق". ومن جهتها، وصفت الدبلوماسية والمرشحة المستقلة لرئاسة البرتغال،أنا غوميز،إعلان الرئيس الأمريكي ب"العمل المهين وازدراء للقانون الدولي"،منتقدة صمت الحكومة البرتغالية تجاهه. إقرأ أيضا: السناتور انهوف: اللوبي المغربي في واشنطن حال دون إنصاف قضية الصحراء الغربية وبدوره، أدان الحزب الشيوعي البرتغالي ب"شدة" القرار، وأكد أنه يهاجم علانية حقوق الشعب الصحراوي ويحتقر مبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي والعديد من قرارات الأممالمتحدة التي تعترف بها وتكرسها. كما جدد الحزب أيضا مطالبة المجتمع الدولي بالوفاء لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، والدعوة إلى التضامن مع جبهة البوليساريو في كفاحها المستمر ضد الاحتلال ومن أجل القضية الوطنية العادلة لشعبها. وأعلنت جمهورية مالطا، هي الأخرى أن موقفها بشأن الصحراء الغربية لم يتغير، مؤكدة دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.