صادق أعضاء الكونغرس الأمريكي بغرفتيه، رسميا، على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس المنتخب جو بايدن، بعد تعليق أشغاله لساعات، أمس الأربعاء، على خلفية اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب الرافض لهزيمته، لمبنى الكابيتول، وما صاحب ذلك من أعمال عنف سقط على إثرها أربعة قتلى. وقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي رئيس مجلس الشيوخ، مايك بنس، موافقة الكونغرس على نتائج أصوات المجمع الانتخابي، مما يمهد الطريق لتولي بايدن الرئاسة في 20 يناير الجاري. و تم الإعلان عن النتيجة بعد أن صادق الكونغرس على تصويت المجمع الانتخابي عن كل ولاية على حدى. وصادق بنس، باعتباره رئيسا لمجلس الشيوخ، على النتائج - التي فاز فيها بايدن ب306 صوت مقابل 232 لترامب. واستأنف أعضاء الكونغرس جلستهم فجر الخميس، بعد أن تم تعليقها أمس، على إثر اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس، بناء على تشجيع منه. فبعدما أكد لأنصاره - خلال مظاهرة حاشدة أمام البيت الأبيض، قبل اجتماع الكونغرس بغرفتيه، أنه لن "يعترف أبدا" بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، اقتحم المئات من المتظاهرين مبنى الكابيتول. إقرأ أيضا: الولاياتالمتحدة: انتخابات حاسمة لتحديد صاحب القرار في مجلس الشيوخ وفي مشهد فوضوي، بدأ المشاغبون في إسقاط الحواجز وتجاوزوا ضباط الشرطة، وبمجرد وصولهم إلى المبنى، بدأوا في تحطيم النوافذ للدخول، وحاولوا اقتحام الأبواب المغلقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة، حسبما نقلته "صحيفة "واشنطن بوست". وأمرت شرطة الكابيتول جميع الموظفين والصحفيين وأعضاء مجلس الشيوخ القريبين بالدخول إلى غرفة مجلس الشيوخ، التي تم إغلاقها. وعقب حالة الفوضى التي شهدها مبنى الكونغرس، فتح ضباط الشرطة النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص واعتقال 52، حسبما أعلن عنه قائد شرطة واشنطن. وفور انتشار هذه المشاهد غير المسبوقة وغير المألوفة في "أكبر ديمقراطية" في العالم، كتبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، نانسي بيلوسي، في تغريدة عبر صفحتها على "تويتر" قائلة : "إن اعتداء اليوم المخزي على ديمقراطيتنا - الممسوح على أعلى مستوى في الحكومة - يجب ألا يثنينا عن مسؤوليتنا تجاه الدستور. الليلة، سوف نمضي قدما في المصادقة على انتخاب الرئيس المنتخب جو بايدن". ودعت بيلوسي في رسالة مشتركة مع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، سن شومر، الرئيس ترامب لمطالبة جميع المتظاهرين بمغادرة مبنى الكابيتول على الفور. وبعد خروج الأوضاع عن السيطرة، دعا ترامب أنصاره للعودة إلى بيوتهم، لكن دعوته هذه قد "تأخرت قليلا" حسبما أشار إليه شومر، في تغريدة له عبر صفحته على "تويتر". وب"تصرفاته المتهورة المتوالية"، يكون ترامب قد وضع الحزب الجمهوري في ورطة أمام الرأي العام الأمريكي، وأدخله في عزلة غير مسبوقة عن مراكز صنع القرار، فبعد الهزيمة التي موني بها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، خسر الحزب آخر حظوظه في ضمان الأغلبية في مجلس الشيوخ، على إثر انهزام ممثليه عن ولاية جورجيا في انتخابات الثلاثاء. أنباء عن مباشرة الإجراءات لعزل ترامب من منصبه وعلى خلفية هذه الأحداث التي كانت بمثابة "يوم أسود على الديمقراطية" في الولاياتالمتحدة، حملت الطبقة السياسية الأمريكية، الرئيس ترامب المسؤولية، وأكدت أنه "أظهر بتصرفاته أن بقاءه في منصبه يشكل تهديدا خطيرا للديمقراطية الأمريكية"، مطالبين ب"عزله من منصبه". ودعا العديد من البرلمانيين وكتاب الأعمدة في الصحف اليومية الأمريكية إلى اللجوء لهذا الخيار الدستوري حتى وإن لم يتبق سوى أسبوعين له في البيت الأبيض. إقرأ أيضا: بعد سيطرتهم على مجلس النواب, الديمقراطيون يترقبون نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الحاسمة وأرسل جميع النواب الديمقراطيين الأعضاء في لجنة العدل النيابية رسالة إلى بنس يطالبونه فيها بتفعيل التعديل الخامس والعشرين "دفاعا عن الديمقراطية"، واعتبروا - في رسالتهم - أن الرئيس المنتهية ولايته "مريض عقليا وغير قادر على التعامل مع نتائج انتخابات 2020 وتقبلها". وقالت النائبة عن الحزب الديمقراطي، إلهان عمر، بهذا الخصوص، أنهم (النواب الديمقراطيون) بصدد تقديم طلب لمحاكمة ترامب، في الكونغرس بهدف عزله، لكن هذه الآلية تستغرق وقتا ومن غير المرجح أن تنتهي قبل استلام بايدن السلطة. وذكر الإعلام الأمريكي، أن عددا من الوزراء في الحكومة ناقشوا إمكانية تفعيل المادة 25 من الدستور والمتعلقة بتنحية الرئيس دونالد ترامب في حال كان "غير قادر على تحمل أعباء منصبه". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين جمهوريين لم تسمهم قولهم إن الوزراء ناقشوا فكرة تفعيل المادة ال25 بعدما اعتبروا أن ترامب أصبح "خارج السيطرة"، مشيرة إلى أن "الأمر لا يزال مجرد فكرة قيد البحث وأنه لم يتم تقديم "أي شيء رسمي". ويتطلب تفعيل هذا التعديل أن تجتمع الحكومة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس، للتصويت على قرار تنحية ترامب. وقد توالت استقالات موظفي الإدارة الأمريكية احتجاجا على اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، حيث قدمت اثنتان من كبار مساعدي السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب، استقالتهما إضافة لنائبة المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض. وتشير التقارير الإعلامية الأمريكية إلى أن عددا آخر من المسؤولين في طريقهم للاستقالة أيضا مثل روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي ونائبه ماثيو بوتينجر.