أرجعت الأممالمتحدة فشلها طيلة السنتين الماضيتين، في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للهيئة الأممية الى الصحراء الغربية، خلفا للمبعوث السابق المستقيل هورست كوهلر، الى "صعوبة المهمة". وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك مؤخرا، قد قال في اطار احاطته الاعلامية اليومية، إن مهمة تعيين مبعوث أممي إلى الصحراء الغربية "مهمة صعبة". وأضاف في السياق قائلا، "اسمحوا لي أن أصفها على هذا النحو إنها ليست أسهل وظيفة على قائمة الأممالمتحدة، إنه أمر بالغ الأهمية"، مبرزا ان الأمين العام للأمم المتحدة اونطونيو غوتيريش، "يحاول ملء هذا المنصب ولكن كما هو الحال في الكثير من هذه الوظائف ليس كل شيء بين يديه". ومنذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، من هذا المنصب لدواع صحية، لم تفلح الأممالمتحدة في تعيين خلفا له بالرغم من التطورات الامنية الخطيرة التي تشهدها المنطقة. وجاءت هذه التطورات اثر العدوان العسكري المغربي على المتظاهرين السلميين امام الثغرة غير الشرعية في منطقة الكركرات (اقصى جنوب غرب الصحراء الغربية) في 13 نوفمبر الماضي خارقة بذلك اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب في 1991 برعاية الاممالمتحدة. إقرأ أيضا: مظاهرة حاشدة في جزيرة كناريا تضامنا مع المدنيين الصحراويين المضطهدين في الأراضي المحتلة ووجهت العديد من الاطراف الصحراوية والدولية على حد سواء انتقادات للهيئة الاممية لتماطلها في تعيين مبعوث جديد الى المنطقة، محذرة من ان التأخير المسجل يهدد "النجاحات المعترف بها دوليا للمبعوث الشخصي السابق"، والزخم الذي حققه في مسار العملية السياسية الذي تكلل بانعقاد محادثات "طاولة مستديرة" لمرتين في جنيف، بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب. وفي هذا السياق، حذرت المانيا خلال جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي حول التطورات في الصحراء الغربية، من "التداعيات الخطيرة للوضع في الصحراء الغربية نتيجة حالة الجمود الراهنة". ودعا مندوب ألمانيابالأممالمتحدة غونتر سوتر الى ضرورة الإسراع في "تعيين مبعوث جديد"، مؤكدا أن حالة الجمود "تؤثر على الشعب الصحراوي الذي يعاني من جراء استمرار النزاع في الصحراء الغربية". وللإشارة فقد تعاقب على منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية قبل رحيل كوهلر، ثلاثة وسطاء بعد الأمريكيين جيمس بيكر وكريستوفر روس والهولندي بيتر فان والسون. وكانت الاممالمتحدة قد عرضت من قبل اسم وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك لمنصب المبعوث لكن اعترضت عليه الرباط مما دفع بالأممالمتحدة الى التراجع ليتم فيما بعد عرض اسم رئيس الوزراء الروماني الاسبق بيتر رومان . وهو الاسم الذي اثار فضيحة دولية كشفت عنها وسائل إعلام رومانية، حيث أكدت مصادر رسمية لموقع "ديجي 24" الروماني، أن تعيين بيتر رومان (74 عاما) لم تقترحه دولة رومانيا، ولكنه جاء نتيجة "لوبي" (ضغط) قام به رئيس الوزراء الروماني السابق عبر مسار شخصي. واعتبرت الصحافة الرومانية أن "اختيار غوتيريش لتكليف بيتر رومان بالمهمة الصعبة المتمثلة في إيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية ، مع احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرارات التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يعد اختيارا غير سليم ، خاصة أن المسؤول الروماني السابق مؤيد لأطروحة استعمار المغرب للصحراء الغربية". وتساءل الصحفيون عما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد تم تضليله بشأن ملف تعريف بيتر رومان مضيفة أنه "من غير المفهوم ان ترتكب الأممالمتحدة مثل هذا الخطأ الجسيم لا سيما أنها قضية حساسة للغاية". وحسب وسائل اعلام صحراوية، يشهد عهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "حالة من الضعف لم يسبق لها مثيل"، في التعاطي مع الأحداث المتسارعة في الصحراء الغربية، "حذت بالبعض إلى اتهامه بتمرير أجندات رعاة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية". إقرأ ايضا: لا توجد أي اتصالات مع المغرب ووقف إطلاق النار مرتبط باحترام مبادئ الاتحاد الإفريقي ويزكي هذا الطرح حالة الغياب غير المبرر، التي يتواجد فيها غوتيريش منذ استئناف العمليات العسكرية في الاقليم بين جبهة البوليساريو والمغرب، إذ لم تظهر من الامين العام موقفا حازما لرفض عودة الحرب وانفتاح أبواب المنطقة ومستقبلها على المجهول. وعليه حمل رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إبراهيم غالي، الأممالمتحدة المسؤولية في تداعيات الوضع الراهن بالصحراء الغربية. وقال السيد غالي في خطاب له بمناسبة الذكرى ال 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي تصادف ال 27 فبراير من كل سنة أن "على الأممالمتحدة و المجتمع الدولي تحمل مسؤوليتهما في تداعيات الوضع الراهن بالصحراء الغربية و خرق المغرب لقرار وقف النار".