أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أسفها لعدم تمكنها من القيام بمأموريتها في المدن الصحراوية المحتلة وعن استعدادها للقيام بما أمكن من مسؤوليتها اتجاه الشعب الصحراوي خلال لقاء جمع رئيس اللجنة مع ممثلين عن جبهة البوليساريو، بجنيف أمس الجمعة. وقال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، في تصريح لواج، عقب استقباله من قبل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحضور ممثلة جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة والمنظمات الأخرى بسويسرا، أميمة عبد السلام، أن " رئيس اللجنة ، بيير ما ورير، أعرب لهم عن أسفه لعدم تمكن منظمته من القيام بمأمورياتها في المدن الصحراوية المحتلة". ونقلت وكالة الانباء الصحراوية (واص) عن رئيس اللجنة قوله أن منظمته " تتفهم إحباط الشعب الصحراوي"، وأنها تتابع بالكثير من الاهتمام، التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية، معربا في السياق ذاته عن "استعداد المنظمة لتطوير حضورها ومساهمتها مع الطرف الصحراوي لتطبيق الممكن من مأموريتها ومسؤوليتها تجاه الشعب الصحراوي". واستمع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال اللقاء الذي جمعه بالوفد الصحراوي، لعرض قدمه السيد أبي بشرايا البشير، حول آخر تطورات القضية الصحراوية وحالة الانسداد المترتبة عن رفض المغرب لاستفتاء تقرير المصير، وخرقه لوقف إطلاق النار، وما ترتب عن ذلك من اندلاع للحرب من جديد في الصحراء الغربية المحتلة. وجدد أبي بشريا البشير، التذكير بمسؤولية منظمة الصليب الأحمر الدولي، وضرورة تأدية مأموريتها في الصحراء الغربية البالغة الأهمية، بسبب واقع الاحتلال من جهة، والآثار المترتبة عن الحرب وعن تشديد المملكة المغربية حملاتها في انتهاك حقوق المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال من جهة أخرى. وفيما يخص الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، نبه الدبلوماسي الصحراوي إلى التفاقم المتزايد لظروف احتجازهم، خاصة مجموعة "أكديم إزيك" وعائلاتهم على أثر أزمة كوفيد-19 ومواصلة المغرب سياساته العقابية ضدهم داخل السجن وضد عائلاتهم. كما أكد ،في سياق متصل، على أن خطورة الوضع تتطلب تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لزيارتهم وعائلاتهم ومساعدتهم وفق ما تنص عليه مأمورية المنظمة وكذا مساعدة ضحايا القمع في المدن المحتلة والمشاركة في البحث عن المئات من الصحراويين الذين اختفوا منذ بدء النزاع عام 1975. وأبلغ أبي بشرايا البشير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الشعب الصحراوي يتطلع إلى لعب المنظمة دورها في الصحراء الغربية وعدم الرضوخ للإملاءات المغربية التي تحاول توريط الجميع في استغلال كل الفرص، في محاولة ليشرعن نظام المخزن احتلاله للصحراء الغربية. جدير بالذكر، أن اجتماع أمس في جنيف هو الثاني من نوعه بين كبار مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي و ممثلين اثنين عن جبهة البوليساريو، في ظرف شهر واحد، لمناقشة الوضع الحالي في الصحراء الغربية المحتلة، حيث دعا الوفد الصحراوي ، اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "القيام بدورها والاضطلاع بمسؤولياتها المباشرة في الصحراء الغربية ، طبقا لما تنص عليه ولايتها ومتطلبات القانون الدولي الإنساني". وكانت جبهة البوليساريو قد استنكرت بشدة، في 14 مارس الماضي ، زيارة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أراضي الصحراء الغربية المحتلة دون إعلامها مسبقا. وشجبت جبهة البوليساريو ، حينها ، "الزيارة غير القانونية التي قام بها وفد من اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي إلى الاراضي الصحراوية المحتلة، مرفوقا بممثلين عن الهلال الأحمر المغربي ، الذي لا يملك شرعية التصرف في الاقليم غير المستقل للصحراء الغربية ". وكانت الرباط استغلت هذه الزيارة لأغراض دعائية بما يتعارض مع مهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والنزاهة التي تشكل جوهر ولايتها.