قالت الكاتبة والروائية من جنسية إسبانية وأصول مغربية، نجاة الهاشمي، إن حكام المغرب "يسيئون معاملة القصر بشكل منهجي"، مؤكدة أن نظام المخزن "حول المملكة الى صحراء قاحلة يستحيل فيها التخطيط للمستقبل و الحياة الكريمة"، وذلك على خلفية تدفق الالاف من المغاربة، بينهم قصر الى سواحل اسبانيا. وقالت الفائزة بجائزة "نادال" للرواية لسنة 2021, في مقال نشرته بصحيفة "البايس" الإسبانية, و تداولته مواقع اعلامية مغربية, إن الصور التي تصل هذه الأيام من سبتة هي "أوضح وأدق انعكاس للطريقة التي يعامل بها النظام المغربي رعاياه", مضيفة أن تعريض المغاربة للصراع مع الأمواج هي نفس الطريقة التي أدت إلى شتات المغاربة, الذين يتوزعون عبر دول العالم. وتابعت تقول, "المغاربة هم من أكثر الجاليات عددًا منذ الأزل وهم على مصير البحر والبؤس واليأس والفراغ دائمًا". و كان آلاف المغربيين قد تدفقوا على مدينة سبتة, منذ الاثنين الماضي, بينهم حوالي 2000 قاصر نقلت كاميرات العالم صورهم و هم يصارعون الموت, و نجحت السلطات الاسبانية في اعادة أكثر من 6500 مهاجر من بين نحو 8 آلاف دخلوا "سبتة" خلال هذا الأسبوع, وسط اتهامات للرباط بتوظيف ملف الهجرة غير الشرعية لابتزاز اسبانيا, بسبب مواقفها من الصحراء الغربية, و كذا استقبال الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج على أراضيها. وأبرزت الكاتبة من اصول مغربية, أن "الهجرة كانت ومازالت بالنسبة للمغاربة هي السبيل الوحيد للخروج لفترة طويلة", موضحة, "لم نغادر لأننا أردنا رؤية العالم أو للقيام بمشاهدة المعالم السياحية أو لروح المغامرة أو بغرض الاستكشاف, بل لم نغادر في الواقع بل جرى طُردنا من أراضنا, لأن أولئك الذين يحكموننا حولوها إلى صحراء قاحلة حيث يستحيل التخطيط لمستقبل وعيش حياة كريمة". واعتبرت ذات الكاتبة, ما حدث مع الآلاف من المغاربة في سواحل اسبانيا "بكل بساطة شكل آخر من أشكال الصبيانية, ونتيجة لذلك "تحول آلام الآخرين إلى عرض مجاني وترفيهي للجمهور الذي يشعر بالملل, وهم يرونَ المغاربة و الأفارقة من جنوب الصحراء يرتجفون في الماء, وكأن أوضاعهم المزرية والفقر ناتج عن كارثة طبيعية ونقص الموارد بسبب الجغرافيا وليس بسبب السياسة". وأردفت تقول, "لا أحد يشير بأصابع الاتهام إلى الفضيحة في حد ذاتها, و أن تضع عائلات بأكملها مشروع الهجرة على أكتاف أطفالها, وأن المغرب يسيء معاملة القصر بشكل منهجي بطردهم إلى الخارج بدلاً من حمايتهم وإطعامهم وتعليمهم". وقالت في هذا الصدد, "هذا ليس مصيرًا, ولا هو سلوك متوارث, ولا ينم عن قاعدة جغرافيا, إنه نظام تلتهم نخبته المفترسة للحوم شعبها, بقيادة ملك يعيش في ثراء العصور الوسطى ويخنق بصلابة وحشية أي تلميح للتمرد", مشيرة الى أن الخطة الوحيدة التي تمتلكها الدولة هي دفع شعبها إلى الخارج, ثم الاستفادة من تحويلاتهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم". لكن تستطرد بالقول, "أولئك الذين حرمونا من خبزنا وتعليمنا ووجودنا ذاته لا يمكنهم المطالبة بأي شيء بعد الان", مضيفة, "نحن مواطنو تلك الأرض التي تحملنا وتطعمنا وتسمح لنا بالتنفس, وليس من الأرض التي تغرقنا, سواء في المياه الجليدية للحدود أو تحت أشعة الشمس الحارقة للاستبداد الخافت الذي يُلاقيه مصيرنا". ووجه حقوقيون, انتقادات لاذعة للمغرب, بسبب ممارساته المسيئة للمغرب و الحاطة لكرامة شعبه, بعد المغامرة بحياة الالاف من المغربيين, بينهم عائلات بأكملها, و ارسالهم يصارعون الموت في مياه المتوسط, للضغط على اسبانيا, بغية تحصيل مكاسب سياسية, كما انتقدوا نقص التنمية في المملكة, و الظروف المعيشة الصعبة بها, و التي تدفع الشباب نحو الهجرة. وقال الناشط الحقوقي المغربي والمعتقل السابق في "حراك الريف" بمدينة الحسيمة, ربيع الابلق, في هذا الاطار, ان سياسيات بلاده"شجعت المواطنين على الهروب للخارج", معتبرا الهجرة الجماعية لسبتة ومليليه "خير دليل على الواقع المزري للمواطن المغربي".