يتوجه أكثر من 7 ملايين ناخب في زامبيا، يوم الخميس، الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لهم وأعضاء الجمعية الوطنية في انتخابات تشكل اختبارا للديمقراطية في البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة. ويتنافس على كرسي الرئاسة, في هذا البلد الواقع في جنوب القارة الأفريقية, 19 مرشحا, أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته إدغار لونغو, رئيس حزب الجبهة الوطنية, وزعيم حزب المعارضة الرئيسي " الحزب الموحد للتنمية الوطنية" هاكايندي هيشيليما. و شهدت فترة الحملة الانتخابية توترا بين مختلف الفرقاء حتى قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية رسميا, لا سيما مع الجدل الذي رافق ترشح لونغو اذ ترى المعارضة أن الرئيس المنتهية ولايته شغل منصبه مرتين " ولا يحق له" وفقا للأحكام الدستورية الترشح للانتخابات للمرة الثالثة. أما مؤيدو الرئيس لونغو فقد دافعوا عن ترشح زعيمهم بالقول أنه شغل منصب الرئاسة لسنة ونصف فقط خلال ولايته الرئاسية الأولى بعد وفاة الرئيس مايكل ساتا في عام 2014 , وأن الدستور الزامبي ينص على أن تستمر فترة الولاية كاملة من ثلاث إلى خمس سنوات. من جهتها أكدت المحكمة الدستورية, خلال بتها في هذه المسألة أنه بوسع السيد لونغو أن يترشح للانتخابات المقبلة, وهو ما جعل حزبه يعلن أنه المرشح المفضل على قائمته. والرئيس إدغار لونغو, البالغ من العمر 64 عاماً, كان انتخب سنة 2016 إثر اقتراعٍ رفضت المعارضة نتائجه. وتم توقيف هاكايندي هيشيليما, الخصم الرئيسي للونغو, مراراً من قبل السلطات الزامبية منذ بدأ ينافسه على منصب الرئاسة. وأعربت اللجنة الانتخابية المستقلة في بيان نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت عن " قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف في الحملة الانتخابية ولا سيما في العاصمة لوساكا" التى شهدت اضطراباتٌ الى جانب مقاطعات أخرى على خلفية مواجهاتٌ بين أنصار حزب "الجبهة الوطنية" وآخرين من مؤيدي "الحزب الموحد للتنمية الوطنية". ورغم أن اللجنة الانتخابية حظرت التجمعات الانتخابية بسبب تفشي وباء "كوفيد-19", تواصلت المواجهات بين أحزاب سياسية متنافسة في ظل انتشارٍ محدود لقوات الشرطة. و مع تزايد المخاوف بشأن ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد /كوفيد-19/ , في خضم الحملة الانتخابية , خاصة بعد ظهور الموجة الثالثة للعدوى في البلاد وتسجيل 3500 حالة في 24 يونيو الاخير , قررت اللجنة الانتخابية المستقلة تعليق اللقاءات والتجمعات الانتخابية و دعت الأحزاب السياسية الى إيجاد بدائل أخرى للتواصل مع ناخبيها لمنع إصابات جديدة بالفيروس قد تزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية والصحية في البلاد. ومن جهته و تحسبا لهذا الاستحقاق أمر الرئيس المنتهية عهدته بنشر الجيش "للتصدي لأي أعمال عنف تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وقال السيد لونغو أنه "بهدف كبح العنف السياسي الذي شهدناه خلال الحملة الانتخابية سمحتُ للجيش الزامبي وسلاح الجو والخدمة الوطنية بمساعدة شرطة زامبيا بمواجهة الوضع الأمني" مضيفا أن "الحفاظ على النظام العام هو مهمةٌ يوميةٌ للشرطة, لكنها تحتاج أحياناً إلى مساعدة أجهزة أمنية أخرى". == انتخابات في ظل أزمة اقتصادية و صحية خانقة == وتشكل الانتخابات المقرة الخميس "فرصة" للنخب السياسية في البلاد للتفكير بجدية في المستقبل وفي الوسائل الكفيلة بتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة في ظل أزمة اقتصادية وصحية كبرى تعاني منها البلاد. و يقول المراقبون أن المؤشرات الاقتصادية تظهرا تراجعا في هذا البلد, الغني بمعدن النحاس, حيث شهدت زامبيا, التي يبلغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة, تباطؤا اقتصاديا واضحا منذ 2015 قبل أن تغرق البلاد في ركود بلغ نحو 5 في المائة في 2020 نتيجة الازمة المرتبطة بفيروس /كوفيد-19/ مما جعل الحكومة تعجز عن سداد ديونها الخارجية , حيث تخلفت السلطات في البلاد عن موعد دفع ما قيمته 5ر42 مليون دولار. كما أكد صندوق النقد الدولي مؤخرا أن تحديات الديون والمتأخرات المحلية "تشكل عوامل تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق تمويل" مع البلد. وبحسب وزير المالية بواليا نجاندو, فإن ديون زامبيا تقدر بحوالي 13 مليار دولار, وهو ما دفع صندوق النقد الدولي إلى دعوة الحكومة الزامبية إلى "زيادة الإيرادات لتوفير الحيز المالي اللازم لتحقيق أهداف التنمية ". و تجري هذه الانتخابات بحضور بعثة مراقبة الانتخابات تابعة للاتحاد الافريقي برئاسة الرئيس السابق لجمهورية سيراليون إرنست باي كوروما و ذلك بناء على دعوة من حكومة جمهورية زامبيا , حسبما افاد بيان للتكتل الاقليمي. وأكد الاتحاد الأفريقي أن "هدف البعثة هو توفير تقييم مستقل وحيادي لجميع جوانب العملية الانتخابية لعام 2021 , بما في ذلك الإطار القانوني والسياق السياسي و شفافية وكفاءة الاستعدادات الانتخابية". وستعرض البعثة نتائجها في مؤتمر صحفي في لوساكا بعد وقت قصير من انتهاء الانتخابات , حسب البيان الافريقي.