يعتبر شروع الجزائر في انتاج اللقاح المضاد لكوفيد-19 "مكسبا" لقطاع الصحة سيؤهله خلال السنوات القادمة لخوض معركة انتاج لقاحات أخرى تستعمل فيها التكنولوجيات المتطورة, حسب ما أفاد به خبراء لوأج. وأكد رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية الدكتور محمد يوسفي أن الجزائر تعد ثاني دولة بالقارة الافريقية بعد مصر التي شرعت في خوض غمار انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا بالتعاون مع المخبر الصيني مما سيؤهلها -حسبه- "للإلتحاق بمصف الدول المتقدمة في هذا المجال". وسيوفر مصنع قسنطينة التابع لمجمع صيدال لقاح (كورونافاك) بعد تحويل التكنولوجيا في إطار التعاون مع الشريك الصيني, الكمية اللازمة للمواطنين تفاديا للانقطاعات التي عانى منها القطاع سابقا. وقد رحب الدكتور يوسفي بقرار انتاج هذا اللقاح بالجزائر لأول "مرة في تاريخها". واعتبر ذات الخبير في علم الأمراض المعدية أن إنتاج اللقاح بالجزائر لأول مرة "انطلاقة فعلية" للتفكير في انتاج لقاحات أخرى خاصة وأن البلاد لديها مهارات وكفاءات في هذا المجال. واغتنم السيد يوسفي المناسبة للفت نظر السلطات العمومية سيما المشرفين على القطاع الصحي, لتبني "استراتيجية جديدة" في مجال الإعلام و الاتصال حول حملة التلقيح التي عرفت خلال الإيام الأخيرة "تراجعا" من أجل إعطائها "دفعا جديدا وتشجيع المواطنين على الإقبال على نقاط التلقيح التي وضعتها الوزارة في متناولهم". كما دعا الدكتور من جهة أخرى إلى استهداف كل القطاعات في هذه العملية وتغيير الاستراتيجية لجعلها "اجبارية" لكل المواطنين المستهدفين في حالة تسجيل ضعف في الإقبال قصد كسر سلسلة نقل العدوى وحماية المجتمع من موجة رابعة. وثمن بدوره رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي البروفسور عبد الرزاق بوعمرة قرار رئيس الجمهورية لإنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا بالجزائر, معتبرا خوض معركة هذه التكنولوجيا المتطورة التي تخضع لشروط صارمة, يجعل من الجزائر "قادرة" على إنتاج لقاحات أخرى مستقبلا. وأشار بالمناسبة إلى أن انتاج اللقاحات يخضع إلى عدة مراحل "أصعبها المرحلة الأولى المتمثلة في زرع البكتيريا" وما دامت المصالح التي أسندت اليها هذه المهمة قد توصلت إلى ذلك, فإن الأبواب مفتوحة -حسبه- أمام تكنولوجيات متطورة أخرى. واعتبر من جانبه وزير الصحة, البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد, في تصريح على هامش اليوم التكويني الذي احتضنته الوزارة يوم أمس الاثنين في إطار المشروع التضامني الأوروبي مع الجزائر لمواجهة كوفيد-19 أن "الشروع في انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا بمصنع قسنطينة, سيضع الجزائر في مصف الدول المتقدمة في انتاج اللقاحات مستقبلا إلى جانب توفير هذه المادة لجميع المواطنين والتخفيض من فاتورة الاستيراد". ويذكر أن مصنع قسنطينة للإنتاج الأدوية والتابع لمجمع صيدال سيشرع ابتداء من غد الأربعاء في انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا حيث أفاد مدير المصنع السيد كريم سمراني فيما سبق بأن "المصنع سينتج 1 مليون جرعة لقاح مضاد لكوفيد-19 خلال شهر أكتوبر و 2 مليون جرعة في نوفمبر ثم 5,3 مليون جرعة لقاح بداية من يناير 2022".