ووري الثرى يوم الإثنين جثمان أمين عقال الطاسيلي ناجر المجاهد الحاج إبراهيم غومة بمقبرة سيدي علي بن النوي بإيليزي. وشيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور وفد رسمي هام مكون من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، والمستشار برئاسة الجمهورية، عبد الحفيظ علاهم، ممثلا لرئيس الجمهورية ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، وكذا جمع غفير من المواطنين وأسرة الفقيد ورفقائه. وفي كلمة تأبينية، عدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق مناقب وخصال الفقيد التي تحلى بها في مسيرته النضالية الزاخرة بالعطاءات. إقرأ أيضا: إيليزي: أمين عقال الطاسيلي ناجر، المجاهد إبراهيم غومة في ذمة الله وقال في هذا الصدد: "يرحل عنا اليوم أحد عظماء الجزائر ونحن نحيي ذكرى تاريخية جليلة في هذه الأرض المقاومة التي واجهت المستعمر الغاشم في معركة إيسين الشهيرة، تلك المعركة الطافحة بأروع صور البطولة والشهامة التي شهدتها هذه الربوع الماجدة والتي امتزجت فيها الدماء الطاهرة لجزائريين وليبيين أرخت لماضي ثمين جمع و لا يزال يجمع بين أبناء هذه الأمة الواحدة''. وأضاف الوزير أن المجاهد الراحل كان له أدوارا طلائعية إبان ثورة التحرير المجيدة تمكن بعزيمته الصلبة من تقويض أسس المنظومة الاستدمارية المقيتة ووقف بإرادة قوية في وجه كل المخططات الرامية للإلتفاف على خيارات الشعب الجزائري والأهداف التي حددها بيان أول نوفمبر وعلى رأسها الإعتراف بالسيادة الجزائرية واحدة لا تتجزأ في إطار عمقها الإفريقي ومحيطها المغاربي. واستطرد أن الراحل "سيبقى إسما وعنوانا راسخا في الذاكرة الوطنية للشعب الجزائري وذاكرة الأجيال المتعاقبة يحفها الثناء والإكبار نظير أعماله في مراحل التحرير والبناء والتجديد الوطني التي ستظل كلها صفحات مشرقة في سجل الخلود''، مضيفا أن "هذه الأرض الطيبة ستبقى شاهدة على رباطة جأشه واستبساله في كل المهام التي أوكلت إليه خلال ثورة التحرير الوطني إلى أن سطعت شمس الحرية على ربوع وطننا المفدى''. واختتمت مراسم التأبين بتسليم العلم الوطني من طرف مستشار رئيس الجمهورية عبد الحفيظ علاهم إلى نجل الفقيد وتلاوة فاتحة القرآن الكريم على روح المجاهد الراحل. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد بعث أمس الأحد برسالة تعزية إلى عائلة المجاهد الراحل نوه فيها بخصاله ونضاله، واصفا إياه بأحد القامات الشامخة في الجهاد والوطنية. للاشارة، فإن المجاهد الراحل، وهو من مواليد 1929 بإيليزي، قد انخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني سنة 1960 ويعد من بين الذين أدوا دورا محوريا في تفعيل الحركة الثورية عبر المناطق الحدودية الجزائرية-الليبية، إذ واصل نضاله الثوري دون انقطاع إلى غاية الإستقلال في 5 يوليو 1962، لتوكل إليه بعدها رئاسة أول مجلس بلدي لبلدية إيليزي سنة 1967. كما شغل المجاهد الراحل عدة مناصب على مستوى المجالس الشعبية المنتخبة آخرها عضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي لعهدتين قبل أن يتعرض لمتاعب صحية ألزمته الفراش لفترة طويلة. ويعرف عن الفقيد مواقفه الثابتة ودفاعه المستميت عن وحدة التراب الوطني.