تم اليوم السبت بمدينة باتنة تقديم و بيع بالتوقيع لكتاب "أوراس النمامشة ..شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد" لمؤلفه منصف جنادي و ذلك بحضور جمع من المجاهدين و مثقفين و مهتمين بتاريخ الثورة التحريرية بالإضافة إعلاميين. و صرح مؤلف الكتاب وهو إطار سابق بالجماعات المحلية (رئيس دائرة) خلال حفل تقديم هذا العمل الجديد و ذلك بأحد الفنادق الخاصة بالمدينة أنه ارتأى أن يقدم باكورة أعماله الصادرة حديثا عن دار "الشهاب" عشية إحياء الذكرى ال 67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 لتكون -حسبه- إضافة للمكتبة التاريخية على المستوى الوطني . وقال المتحدث: "إن فكرة هذا الكتاب تبلورت لما كنت في بداية الثمانينيات إطارا بولاية باتنة و لقائي بعديد المجاهدين من بينهم الحاج لخضر و عمار بلعقون ومصطفى مراردة ومحمود الواعي ومسعود عبيد وأحمد قادة (توفوا كلهم) لتتعمق بعد تعييني رئيسا لدائرة بتكوت التي اخترتها عن قناعة لرغبتي في المساهمة في تنمية هذه المنطقة التي تضم بلديات تكوت وغسيرة وكيمل وأيضا للتقرب أكثر من مجاهديها منهم امحمد حابة (المتوفي)" . وأردف جنادي: "في تكوت أثريت معارفي والشهادات التي جمعتها بشهادات جد ثمينة للمجاهد المتوفي مصطفى بوستة أمين سر الشهيد مصطفى بن بولعيد والذي يشهد الكثير من المجاهدين على أنه الصندوق الأسود للثورة التحريرية بالأوراس". كما أكد أنه كان -حسب مجاهدين- قريبا من قادتها ومنهم الشهيدين مصطفى بن بولعيد وعباس لغرور وكذا المجاهد المتوفي عاجل عجول. إقرأ ايضا: مساهمة الفن في الثورة الجزائرية و واصل المتحدث يقول: "لقد تطرق الكتاب لتفاصيل كثيرة عن الثورة التحريرية منذ الحركة الوطنية ثم المنظمة الخاصة والتحضيرات المكثفة للفاتح نوفمبر 1954 مع التركيز على ما أسماهم العدو الفرنسي وقتها بالخارجين عن القانون". وأضاف في ذات السياق: "لقد بينت بالدلائل والشهادات كيف شكل هؤلاء المقاومون النواة الأولى للتصدي للمستعمر بالأوراس والثورة عليه بداية من المسعود بن زلماط المنحدر من دوار زلاطو الذي اتخذ اسمه من جبل زلاطو الممتد من تكوت بباتنة إلى غاية شيليا بخنشلة و حسين برحايل الذي أكمل المسيرة مع آخرين من بينهم قرين بلقاسم وشبشوب الصادق وأحمد قادة". و يتضمن كتاب "أوراس النمامشة ..شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد" الذي صدر باللغة الفرنسية في 327 صفحة من الحجم العادي شهادات وحقائق عن التحضيرات للثورة التحريرية واندلاعها وفق ما ورد في شهادات لمجاهدين من الأوراس كانوا مقربين حينها من الشهيد مصطفى بن بولعيد. كما يتناول عديد المحطات التي عرفتها الثورة التحريرية بالولاية الأولى التاريخية و تحركات مصطفى بن بولعيد ثم اعتقاله وتحويله إلى سجن الكدية بقسنطينة ثم هروبه الشهير الذي كان المجاهد الذي ما زال على قيد الحياة محمد بزيان من شناورة بتكوت شاهدا عليه . وتطرق جنادي في هذا الكتاب بإسهاب لمعركة إيفري لبلح بغسيرة التي وقعت في 13 يناير 1956 وكانت آخر معركة يخوضها مصطفى بن بولعيد قبل حادثة استشهاده. و أضاف مؤلف هذا العمل بأن البحث في أسبابها كان في الواقع الدافع الأساسي للتقرب من المجاهدين وكل من كانت له علاقة بالثورة التحريرية فكانت نتيجته النهائية هذا الكتاب . وكشف مؤلف "أوراس النمامشة ..شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد" ) عن أن هذا الكتاب سيترجم لاحقا إلى اللغة العربية. تجدر الإشارة إلى أن صاحب الكتاب منصف جنادي من مواليد سنة 1952 بقسنطينة.