يمارس نظام المخزن المغربي كل اشكال التضييق على وسائل الاعلام وبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، لثنيها على تغطية "حراك الشعب" عبر ارجاء المملكة، ووصل التضييق الى حد "الترويع و التهديد بالمتابعات القضائية". وغابت في الأسابيع الأخيرة على المواقع المغربية، أخبار الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يخوضها عموم ابناء الشعب المغربي ضد سياسة نظام المخزن، سواء تعلق الأمر بمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني أو رفض القرارات التعسفية في مجال التعليم، او حتى الثورة ضد الغلاء الفاحش في أسعار المواد الاستهلاكية وغياب أدنى شروط العيش الكريم. قطيعة الاعلام المخزني مع تغطية الاحتجاجات الشعبية في المغرب، تجلت بشكل كبير في غض الطرف عن المظاهرات المناوئة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، رغم انها شملت اغلب مدن المملكة المغربية رفضا لزيارة وزير حرب الكيان الصهيوني، بيني غانتس، الى الرباط، و ما تخللته من توقيع اتفاقيات امنية تهدد استقرار المنطقة برمتها و تقود نحو الخراب. واكتفت بعض المواقع الاخبارية على استحياء، بمناسبة تخليد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بأخبار "عابرة" عن انتفاضة 36 مدينة مغربية ضد خيانة المخزن و عمالته للنظام الصهيوني، دون الخوض في التفاصيل و لا في القمع الذي تعرضت له على يد اجهزة الأمن المغربية. وحسب ما تحوز عليه "واج" من معلومات، فإن السلطات المغربية تمارس تضييقا كبيرا على كل وسائل الاعلام وتمنعها من تغطية الانتفاضة الشعبية الناقمة على السياسات المخزنية، و وصل الامر الى حد "تخوينها" و اتهامها "بالعمالة" للجزائر. و لا يتعلق الامر بالصحافة المغربية فقط، فحتى الكثير من وسائل الاعلام الدولية، التي تدعي الحرية و الاستقلالية و الاحترافية، تغض الطرف عن الاحتجاجات العارمة التي عرفها المغرب، ما يفسر التواطؤ الكبير لبعض الدول مع المخزن و ما يوفره اللوبي الصهيوني من حماية للنظام الملكي. ==ترويع و تهديد الطلبة بالسجن و بالمتابعات القضائية== وفي ظل هذا الحصار الذي فرضه نظام المخزن على الاعلام المغربي، اخذت بعض المواقع الرسمية للأحزاب و المنظمات المناهضة لسياسة السلطات المغربية، زمام المبادرة لكسر هذا الحصار و ابراز هذه الاحتجاجات. كما تسعى بعض وسائل الاعلام الاجنبية على قلتها لفضح السياسة القمعية لنظام تجاوز كل الخطوط الحمراء، و هو يستقبل اعداء الامة من الصهاينة بالورود، و ينكل بأبناء شعبه، الرافضين للزج بالمغرب في مستنقع التطبيع رغم كل مخاطره الامنية. و وصل الامر بأزلام نظام المخزن في محاولة لإطفاء لهيب انتفاضة الحرية، الى تهديد الطلبة و المناضلين بمصير معتقلي حراك الريف، بالكتابة في جنح الليل على جدران الجامعات عبارات تهديد و ترهيب و تخويف. وفي سياق متصل، وجد بعض الطلبة المشرفين على صفحات "فايسبوك" لتغطية الاحتجاجات الشعبية و نقل صوت البطالين و الطلبة عبر بث مباشر لهذه المسيرات، أنفسهم امام ممارسات بالية لأجهزة القمع المغربية، التي شنت حملة ضد هذه الصفحات وعلى رأسها صفحة "صوت الطلبة". و ندد مشرفو صفحة "صوت الطلبة" في منشور لهم بالممارسات البوليسية لنظام المخزن، موضحين أن هواتفهم تعرضت للاختراق و تم اختراق حساباتهم الفايسبوكية و "العبث بها". و أضافوا : "بالتوازي مع هذا، اتصل بعض ممثلي النظام القائم بأولياء أمور المشرفين قصد خلق الفزع و تهديدهم بالتراجع عن النشر في المجموعة و التشهير بمعارك الطلبة و المعطلين و إلا سيتعرضون للمتابعات (القضائية)". و بلغ الغضب أشده في المغرب الاسابيع الاخيرة، و أغلب مدنه تنام و تستيقظ على وقع مسيرات حاشدة ليلا و نهارا، طلق فيها الشعب المغربي الخوف و خرج للمطالبة بتصحيح "الخطأ التاريخي" الذي ارتكبه المخزن بتطبيعه مع الكيان الصهيوني، كما تطالب بعض المسيرات ب"إسقاط النظام و رحيل الملك". وتصدح حناجر المتظاهرين منذ عدة ايام ب"الشعب يريد اسقاط النظام"، "يا ملك يا ملك ارحل ارحل"، "الحرية للشعب المغربي المسلم من براثن الاستعمار الصهيوني الغاشم" و "قضية فلسطين قضية وطنية".