قال الكاتب و الباحث المغربي المختص في الشأن الصهيوني و التطبيع، هشام توفيق، ان الكيان الصهيوني فشل بمعية نظام المخزن في اختراق شعوب المنطقة المغاربية، لذا كان لابد من التطبيع العسكري، مؤكدا أنه من الغباء أن تصبح الأنظمة المطبعة أداة عسكرية لإلحاق الضرر بجيرانها وشعوب المنطقة. و أوضح هشام توفيق خلال نزوله ضيفا على قناة "القدس" الفلسطينية، أن التطبيع "هو استراتيجية احتلال و افساد مبنية على عقيدة التوسع و التمدد"، لذا يسعى الكيان الصهيوني الى إبرام اتفاقيات عسكرية مع الدول المطبعة كما هو الحال مع المغرب لخلق "البلبلة و الفوضى" بالمنطقة. و حذر في هذا الاطار من "الفخ" الذي وقع فيه نظام المخزن بعد أن أصبح "أداة" في يد الكيان الاسرائيلي ل"تخريب" المنطقة المغاربية، مشيرا الى أن نظام المخزن لم يستوعب ما حل بالدول المطبعة قبله. و نبه هشام توفيق الى ان التطبيع تحول في الفترة الاخيرة من تطبيع "استراتيجي" الى تطبيع "وظيفي"، بمعنى ان "يوظف الكيان المحتل الانظمة المطبعة من اجل صناعة الحروب و الفوضى"، و المغرب، وفقه "وقع في الفخ، وهذا هو الغباء، لأنه لا يستفيد من التاريخ". كما نبه الكاتب المغربي الى أن التطبيع العسكري سيزيد من حجم التوترات في المنطقة المغاربية، و هذا ما يسعى اليه الكيان الصهيوني. و قال في هذا الصدد : "في المنطقة المغاربية، الكيان الاسرائيلي يقدم ادعاءات و أكاذيب ويصنع بعبعات وهمية لدفع الأطراف في إفريقيا إلى الحرب، وبالتالي غاية التطبيع هو إسقاط النظام المغربي في وهم الحرب و تدمير المنطقة المغاربية التي شكلت قوة بشعوبها في مواجهة المشروع الصهيوني...". و جدد التأكيد خلال المقابلة التلفزيونية على ان الهدف من التطبيع العسكري هو "صناعة الحروب"، خاصة و أن الشعوب المغاربية هي "قوة ممانعة للمشروع الصهيوني في المنطقة"، كما أن الاتفاقية ستزيد التوترات في المنطقة مع بعض دول الجوار. ويرى ذات المتحدث أن مشروع التطبيع فشل في الدول العربية، لذا سرع الكيان الصهيوني من وتيرة التطبيع الذي طوره الى تطبيع عسكري، و اعتبر ان "الهستيريا القوية" للتطبيع عند الكيان الصهيوني "ردة فعل" بعد الهزيمة التي مني بعد معركة القدس الاخيرة. وكان نظام المخزن المغربي قد وقع مع الكيان الصهيوني في 24 نوفمبر الماضي بالرباط، على اتفاق تعاون أمني "من شأنه خلق قنوات رسمية بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية" للطرفين، بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما، وسط سخط شعبي متنامي يشهده الشارع المغربي.